للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل شهر ذو القعدة الحرام بالأحد سنة خمس عشرة وتسعمائة]

في يوم الأحد ثامن الشهر وصل الأمير خير بك المعمار وخيم خارج مكة وخرج للسلام عليه القضاة والباش ثم دخل المسجد الحرام بعد صلاة العشاء وطاف وسعى وعاد إلى مخيمه، ثم خرج في صبح يوم الاثنين إليه القضاة والباش والأتراك بعد أن سألهم لما خرجوا إليه بالأمس، ودخلوا معه مكة وإلى المسجد الحرام وجلسوا بالحطيم تحت زمزم وقرأ مباشرة مرسومه وفيه أنه وصل مكة معمارا، وفيه التوصية عليه وهو أنه يساعده الشريف والقضاة والباش [وأن] (١) تصلنا أوراقه [باكرامكم] (٢) له في تاريخ، ثم بعد القراءة خرجوا من باب الصفا/ووصلوا لسكنه بالمسفلة ببيت الوزير بديد بن شكر الحسني، وعمل له الباش سماطا حسنا ولم يذكر له أمره ولا حسبة.

وفي يوم الثلاثاء عاشر الشهر نزح المعلمون المصريون الواصلون مع الأمير خير بك المعمار بئر زمزم، قد ذكر لي عن بعضهم أنهم لم يجدوا بها ماء ثم تسمعوا [حس] (٣) الماء من جهة الحجر الأسود فأخرجوا حجرا من تلك الجهة فخرج عليهم الماء كثيرا وأرادوا خروج الحجر من تلك الجهة فما أمكن لكبره قالوا أنه نحو ثلاثة أذرع ثم كسر وأخرج، وكان هؤلاء الصنّاع وصلوا لمكة قبل مجيء الأمير من جدة فنزجوا بعض الأبيار فما وجدوا شيئا وقالوا أنهم وصلوا للجبل.

وفي صبح يوم الأربعاء ثانيه توجه الأمير خير بك إلى العين الجديدة فرآها ورجع (٤).


(١) وردت الكلمة في الأصول "وأنا" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "بالكرامكم" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "حسن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) كان المماليك يرسلون خاير بك الكاشف الملقب بالمعمار عندما يرغبون في البناء والتشديد أو -