للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمعلاة عند والدتها وأهلها تحت الشولي، وكان الجمع حافلا في جنازتها، واحتفل النساء بالبكاء عليها احتفالا زائدا كعادة أموات أقربائهم القضاة.

وفي هذا اليوم، مات ابن طفيل وعمره تسعة أشهر اسمه محمد بن عمر بن أحمد الجمالي المصري، وصلي عليه مع المذكورة، ودفن عند سلفه بالمعلاة (١).

أهلّ جماد الأول ليلة الخميس ٨٩٧ هـ

في ليلة الثلاثاء، ثالث عشرة الشهر، مات سالم بن الوكيل الهندي مولد للخواجا بدر الدين حسن (٢) الطاهر من غير توجع ولا سبق علة إلا إنه ممن يستعمل الأفيون (٣) ونعس بعد العصر اليوم الذي قبلها ببيته، وخرج يتمشى، ثم عاد، وصلى العشاء بالمسجد/الحرام، فأحس بدوخة، وصار يتقلب في المسجد ثم قال لمن كان عنده: أوصلني إلى بيتي، فتوكأ عليه، فلما صار عند باب المسجد تقيأ بل وأظنه طاح ثم لما وصل به إلى باب [بيته] (٤) تقيأ أيضا فطلع بيته، وصار يتقيأ


(١) لقد كرر الناسخ ذكر أحداث هذا الشهر في الأصل ولكن تحت اسم شهر جماد الأول سنة ٨٩٧ هـ.
(٢) حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد التاجر الكبير بدر الدين الصعدي اليمني نزيل مكة ويعرف بالطاهر، ولد في سنة ٧٩٠ هـ بصعدة من اليمن ونشأ بها وسافر إلى مكة وحج، وسافر في التجارة إلى عدن ومصر والهند وسواكن، وولي نظر المسجد الحرام. مات في جمادى الأولى سنة ٨٧١ هـ بمكة ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ١٢٧.
(٣) الأفيون: هو عصارة تجنى من تشقيق ثمر الخشخاش وهو المعروف (بأبي النوم) وله أنواع كثيرة حسب البلاد التي يجلب منها والمستعمل في الطب لتسكين الآلام والتنويم، وهو من السموم القاتلة فلا يجوز تعاطيه إلا بأمر الطبيب وبمقادير قليلة. محمد فريد وجدي: دائرة معارف القرن العشرين ١/ ٤٣١.
(٤) وردت في الأصل "المسجد" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.