للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ جماد الأول ليلة السبت ٩٠٤ هـ

في ليلة الأحد، ثاني الشهر، وصل القاصدان اللذان وصلا إلى ينبع، ولم يصلا إلى مكة إلا في هذا التاريخ، ومعهما أوراق/كثيرة للناس، وأمر بتزيين البلد فزينت سبعة أيام (١).

وفي يوم الإثنين، ثالث الشهر، اجتمع الباش قانصوه المصارع والمماليك السلطانية بالدكة التي أمام بيت الباش بالمسجد الحرام، وطلبوا المحتسب سودون فلم يحضر، فإنه وصل مرسوم للباش بأن المحتسب عزل وولي جندر عوضه، واستناب يوسف، فأرسلوا للنائب فلم يحضر إلا بشدة، فذكروا له ذلك فامتنع فشدوا عليه، ورضي بعد أن شرط عليهم ترك أشياء مما يفعلونه من الظلم، فأجابوه لذلك، فنادى بالأمان والإطمئنان، وترك المظالم التي كان يفعلها ذلك (٢)، وحصل للناس خير كثير ولله الحمد، والله يديم ذلك.

وفي ليلة الأحد المذكور، ظنا ماتت المرحومة بنت إبراهيم العراقي زوجة محمد بن تجار، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.

وفي يوم الأربعاء، تاسع عشر الشهر، ماتت فاطمة بنت علي ابن زايد، وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة على أحد والديها بتربة علي بن هاشم، وأوصت بأشياء كثيرة لأقاربها، جزاها الله خيرا.

وفي يوم الإثنين، رابع عشري الشهر، نادى منادي صاحب مكة السيد


(١) يتضح من هذا المعنى أن المماليك اهتموا برعاية المجتمع المكي وحافظوا عليه، وكانوا يقومون بعزل الولاة والمحتسبين الذين ينشرون المظالم، واستبدالهم بمن هو خير منهم.
(٢) زينت مكة بمناسبة تولية السلطان الملك الظاهر أبو سعيد قانصوه من قانصوه الأشرفي. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٠٤.