للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضربا كثيرا، فأمر غلمانه فقوروا عينه فاشرف على التلف فرموه في الشارع فمات فرآه جماعته فاجتمعوا فجاءوه فأحس الشر منهم فركب بغلته وأخذ بعض جماعته وتوجه للشريف إلى الوادي فاستأذن عليه فلم يأذن له، ثم توجه إلى القاضي الشافعي وهو بالوادي فذهب به إلى الشريف ودخل به عليه فاسترضى حتى رضى يقال بمال أنه ألف، فألبسه الشريف خلعة فتوجه بها وهي عليه إلى حدا فأرسل الشريف لنائبه بجدة أن ينادي له بجدة لا يعترض، والله أعلم بصحة ذلك كله فإن الأخبار في هذه الأيام تسمع ممن يعتمد عليه ولا تصح ولا قوة إلا بالله.

[أهل جمادى الآخرة ليلة الأربعاء سنة ٩١٩ هـ]

مع وجود الغيم فيها ماتت قلادة بنت جار الله المفلج، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة.

وفي ليلة الخميس ثانيه عمل مولد للسلطان بالمسجد الحرام عمله أولاد القاري حضره الباش والفقهاء والتجار وغيرهم، واسقى الناس السكر المذاب، وفرق [الفاغية] (١) ورش الماء ورد والمسك وكان كل شيء بكثرة، وخلع على قارئ المولد خلعتين وقرأ قراء الجوق (٢) في جوقين ختمه من قبل العصر إلى بعد العشاء.

وفي آخر يوم الأربعاء تاسع الشهر مات الولد محمد بن الشيخ شهاب الدين


(١) وردت الكلمة في الأصول "الناغية" وما أثبتناه هو الصواب. والفاغية نوع من أنواع الرياحين المعروفة، وقد ورد في حديث عن رسول الله أنه قال: سيد الرياحين في الدنيا والآخرة "الفاغية". انظر: ابن القيم الجوزي: زاد المعاد في هدي خير العباد ٣/ ١٩٥.
(٢) الجوق: لفظ تركي - فارسي معناه: مجموعة، دخل العربية فذكر بمعنى الرهط، مؤنثة جوقة. انظر: محمد التونجي: المعجم الذهبي، ص ٣٠٧. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٣١.