للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مدة وجعا بالبطن، وحمل إلى الوادي ثم لما ظهر لأهله غلبته حملوه إلى مكة فمات عليهم بالطريق فوصلوا به إلى المعلاة ضحى يوم تاريخه. فغسل وصلي عليه بها ودفن على أبيه بها بتربة بني هاشم بن غزوان أهل جدته لأبيه، عوضه الله خيرا وجعل ما انتقل إليه خيرا مما انتقل منه، وألهم والدته الصبر وعوضها خيرا وعمره سبعة وعشرون عاما فيما أخبرت ممن أعتمد عليه.

[أهل رجب الحرام ليلة الخميس سنة ٨٩٠.]

في يوم الأحد رابع الشهر ماتت بنت القاضي المالكي نجم الدين محمد بن يعقوب وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة ودفنت من يومها بالمعلاة بتربة أهل والدتها بني ظهيرة المستجدة.

وفي ليلة الاثنين خامس الشهر وصلت قافلة من المدينة الشريفة مقدمها الشريف المذكور (١) كان خرج بها على جدة، في أول الشهر الماضي أو أول آخر الذي قبله، وفي خروجهم من المدينة خرج عليهم بالفريش (٢) عرب لعلهم من بلي (٣)، أخذوا


(١) لم يرد ذكر هذه القافلة التي مقدمها الشريف فيما سبق.
(٢) الفريش - مصغرة فرش - وهي موضع معروف قرب ملل يفصل بينهما واد يقال له مثعر وهي على اثنين وعشرين ميلا من المدينة. السمهودي، وفاء الوفاء ٤/ ١٢٨١.
(٣) عرب بلى: هم بنو بلى - بفتح الباء وكسر اللام وياء آخر الحروف - بطن من قضاعة من القحطانية والنسبة إليهم بلوى، وهو بنو بلى بن عمرو الحافي بن قضاعة. وتمتد ديارهم اليوم من ساحل البحر الأحمر الشرقي إلى سكة حديد الحجاز وشمالا إلى حرة الرهاة وجبل نشار وما حوله. وهم عدة فروع منهم مخلد وخزام وغيرها. القلقشندي: نهاية الأرب، ص ١٧٠، البلادي: معجم القبائل، ص ٤٨ - ٥١.