ولم يزل السعر يتزايد، إلى أن وصل في أثنائه إلى تسعة عشر دينارا، إلا أن بني إبراهيم وجماعتهم صاروا يتلقون القوافل، ويشترونها بحسب ما يريدون، ويبيعونها بما يريدون أيضا، فالله يفرج عن المسلمين ما هم فيه (١).
وفي ليلة الثلاثاء، ثامن الشهر، دخل أبو الليث بن إدريس بن يحي بن عبد القوي، على بنت عمه حليمة بنت الشيخ معمر بن يحي بن عبد القوي.
وفي يوم الخميس، عاشر الشهر، مات الشيخ نور الدين علي بن العربي المصري، نزيل مكة، أحد العدول بها، وصلّي عليه بعد عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بالقرب من تربة الشيخ عمر العرابي، رحمه الله تعالى آمين.
وفي آخر الشهر، ماتت بنت الشيخ أبي بكر بن إبراهيم العراقي، وهي حامل بعد أن وضعت ولدا ذكرا، من علي أبي الوفاء بن أبي الفتح الزمزمي، وبقي أياما ومات، وعاشت بعده، وبقيت أياما لم تتخلص، عوضها الله الجنة، وصلي عليها بعد العصر، عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.
وفي أواخر النهار، أشيع وصول أخبار من ينبع، أن التجريدة من مصر، ليس لها أصل، وأن قصاد السيد جازان وصلوا، ودقت البشائر بذلك، ولم يظهر لذلك أثر، بل تزايد الأذى والفحش، والله يسلم المسلمين، ويدفع عنهم.
(١) يبدو أن سبب تزايد الأسعار هو عدم استقرار الأوضاع السياسية في إمارة مكة المكرمة، مما جعل عرب الحجاز وخاصة بني إبراهيم ينتهزون ذلك ويفعلون ما يريدون.