للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة وهم. [يتقادون] (١). [ويبيشنون] (٢) ومعهم أولاد صغار من الكباكبة على جمل، فإنهم غزوهم وقتلوا منهم سبعة وهرب باقيهم وظفروا بهولاء فأتوا بهم إلى مكة على هذه الحالة، والله يلطف بالمسلمين، فإن الطرقات في هذه الأيام مخيفة من كل جهة ونهب بطريق جدة وطريق الوادي وطريق الحجاز جماعة، ويقال: إن العرب جاعوا.

وفي يوم الثلاثاء، تاسع عشر الشهر، سمعنا أن عربا من مطير نهبوا بطريق الحجاز قافلة كلها فاكهة أو فيها وهم أربعة وعشرون جملا، وأخذوا الجمال ونهبوا جمالا أيضا كانوا متوجهين من مكة إلى الحجاز.

وفي ليلة الثلاثاء المذكور، مات عبد الله بن راجح بن خلف الصيرفي المكي، وصلي عليه بعد صلاة الصبح، ودفن بالمعلاة.

أهلّ ذو القعدة الحرام ليلة الأحد ٨٩٩ هـ

في هذه الليلة تراءى الناس الهلال، بل طلعوا على مئذنة باب علي (٣) فلم يروه، فكثر القال والقيل، وما وسع ابن بيسق (٤) إلا إخراج الشمع ونويت صيام


(١) وردت في الأصول "ينقادون" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٨٠ وهذه الكلمة عامية المراد بها يقود بعضهم بعضا.
(٢) وردت في الأصول "ويئسون" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٨٠.
(٣) مئذنة باب على، وهى المنارة التي عمرت مرتين، المرة الأولى في عهد المهدى، والثانية عمارة السلطان سليمان سنة ٩٧٠ هـ. الفاسى: شفاء الغرام ١/ ٣٨٦. حسين عبد الله باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ٢٤٢. محمد ابن مساعد الشريف: الزيادات في الحرم المكي الشريف، ص ٢٤، ٢٩.
(٤) هو عمر بن بيسق شيخ الفراشين بمكة. السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ١١٥.