وفي يوم السبت، ثاني الشهر، سافر إلى جدة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود ومعه ولده بهاء الدين وبعض إخوته.
وفي ليلة الإثنين، حادي عشر الشهر، مات عبد القادر البنان، وصلي عليه بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
وفي صبيحة يوم الأربعاء، ثالث عشر الشهر أو ليلته، ولد محب الدين بن الشيخ خير الدين أبي الخير بن الجمالي أبي السعود ابن أبي البركات بن ظهيرة، أمه مستولدة والده جوهرة الحبشية.
وفي يوم الخميس، رابع عشر الشهر، شنق أربعة من الكباكبة بدرب المعلاة واحد منهم رجل والباقي شباب، وذلك بأمر السيد الشريف وكان قد وصل بعد العيد من الشرق إلى الوادي في جماعة، وسبب ذلك أنه أرسل حبا وهو بالشرق فنهبوه بالطرق (١) وسلط عليهم هذيل.
ووصل السيد الشريف إلى مكة في يوم الجمعة، وصلى بها الجمعة وعاد إلى الشرق.
وفي صبيحة يوم السبت، سادس عشر الشهر، وصل جماعة من هذيل إلى
(١) إن قطاع الطرق الأصل في حكمهم قول الله تعالى «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ» وهذه الآية في قول ابن عباس وكثير من العلماء نزلت في قطاع الطرق من المسلمين وبه يقول مالك والشافعي وأصحاب الرأي (والمحاربون الذين يعرضون للقوم بالسلاح في الصحراء فيغصبونهم المال مجاهرة) والمحاربون الذين تثبت لهم أحكام المحاربة تعتبر لهم شروط ثلاثة: ١ - أن يكون ذلك في الصحراء. ٢ - أن يكون معهم سلاح. ٣ - أن يأتوا مجاهرة ويأخذوا المال قهرا. ابن قدامة: المغنى ١٠/ ٣٠٢ - ٣٠٤.