للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل جمادى الأولى ليلة الأربعاء سنة ستة عشر وتسعمائة]

في يوم الأربعاء المذكور وصلت جلاب الشام وهي أربعة وبها القاضي زين الدين المحتسب، والطواشي بشير، وقاصد صاحب الهند الفقيه يحيى المكي ووصلني كتابه، وهو يثني على السلطان وأنه اجتمع أربع مرات وأعطاه ثلاثمائة دينار ورفقاءه مائتين مائتين.

وفي ثانيه يوم الخميس مسك الأمير الباش خير بك المعمار بعض المعمارية لأنه ظهر عليهم أنهم وجدوا لقيه (١) في قبة إبراهيم، وهي مائتا أشرفي مغربية وتقاسمها أربعة لكل واحد خمسون وأحضر بعض القضاة ومصريين بالبلد وقال بعضهم أرسلوهم للسلطان فإنه ما يصدق، ثم جمعهم وغيرهم ثاني يوم وعزم على إرسالهم لمصر، وهذه القضية/سمعنا بها من نحو شهرين، بل رأى بعض أصحابنا واحد منهم وزنه قلة (٢)، وتسع على الأشرفي مكتوبة فيه بالكوفي (٣) من ذلك الوقت مع بعض [المغاربة] (٤) جابه


(١) يقصد بها اللقطة وهي المال الضائع يجده غير صاحبه فيأخذه، وحكمها أن من وجد لقطة فعليه أن يعرفها سنة، لأن ابن مسعود لما اشترى جارية وغاب بائعها انتظره سنة فلما لم يستطع العثور عليه تصدق بها وقال هكذا افعلوا باللقطة. أمّا إن جاء صاحبها خلال هذه السنة دفعها إليه، وإن لم يأت كان بالخيار إما أن يستمتع بها كما يستمتع بسائر أمواله، وإما أن يتصدق بها، فإذا جاء صاحبها بعد أن تصدق بها خيره بين الثواب، وبين أن يضمنها له. انظر: أحمد بن الحسين البيهقي، السنن الكبرى ٦/ ١٨٧. محمد قلعة جي: موسوعة فقه عبد الله بن مسعود، ص ٥١٩. محمود عبد المنعم: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية ٣/ ١٨٠.
(٢) القلة: الجرة الضخمة.
وتقدر القلة: (٢٥٠) رطلا عراقيا. انظر: علي جمعة محمد: المكاييل والموازين الشرعية، ص ٤٦.
(٣) يقصد بالكوفي الخط العربي هو المعروف بالكوفي الآن، وفي الخط الكوفي عدة أقلام، وغالبا سمي كوفي نسبة إلى الكوفة. انظر: القلقشندي: صبح الأعشى ٣/ ١١.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "المغماربة" والتعديل من (ب) وهو الصواب.