للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لصائغ يبيعه منه فما رضي يشتريه، وكأنه من ضرب المغرب فيما قال بعضهم، وشاع هذا الأمر ثم همد ثم أن الآن ظهر هذا الكلام وقالوا أن الأمير لما جاء دويداره أخبر أن هذا شائع بالمدينة النبوية فاعتذر الأمير أنه لما هدمت القبة كان بجدة، وأما معماريته فيقولون غير ذلك ويقولون أنه كان حاضرا وغير ذلك والله أعلم، وشاع عند الناس الآن وقبل ذلك أن المال في صندوق وفيه ورقة أو لوح مكتوب فيه معنى أن نحن وتعبنا وما ظلمنا وإذا أخربت هذه القبة تبنى بهذا المال، ولم يضرب أحد من المعمارية ولم يظهروا الصندوق، وأخذني من سمع من الباش أنه لما قال بعض الحاضرين أين الصندوق، قال تكسر، وأنه رأى عنده واحد من الذهب حقيقا، وما أظن السلطان يقبل ذلك وسيظهر لذلك نبأ عظيم (١).

وفي يوم السبت حادي عشر الشهر أو الذي يليه وصل إلى مكة من المدينة الشريفة ولد صاحبها جماز بن فارس بن شامان بن زهير الحسيني وأخبر بموت والده (٢).

وفي الليلة التي تليه توجه إلى السيد الشريف زين الدين بركات وهو بالشرق.


(١) من العادات الاجتماعية التي شاعت في العصر المملوكي عادة تخبئة الأموال خوفا من المصادرة، وكانت تخبأ في أماكن سرية في البيوت وأطلق عليها مؤرخو العصر "اللقية" ويبدو أن بعض الناس كان يخبئ بعض الذهب في العمائر الدينية حسبة لله، ويضع بين المال ورقة تحدد ما يستخدم من أصلها إذا عثر عليه أي إنسان. ويبدو أن ما ذكره المصنف من توابع هذه العادة. انظر: البيومس إسماعيل الشربيني: مصادرة الأملاك في الدولة الإسلامية ١/ ١٢٧ - ١٤٤.
(٢) وهذا الخبر الذي ذكره المصنف من أن وفاة فارس بن شامان كانت في شهر جمادى الأولى من هذا العام، يخالف ما ذكره الشلي في كتابه "السنا الباهر" من أن وفاته كانت في شعبان من هذا العام ٩١٦ هـ بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع. انظر: الشلي: السنا الباهر، ورقة ١٢٥.