للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عادته منهم فقتلوا أحد العبدين ونجا منهم الآخر، وأنهم كاتبوا بني إبراهيم يخبرونهم بأن الشريف في قلة وأنهم يجيئون ويتفقون معهم على غزوه فظفر بالرسول إما اتفاقا أو قصدا من الرسول فحينئذ غزاهم وقتل منهم مقتله عظيمة وظفر بأموالهم (١).

وفي هذا الشهر تزوج قاضي القضاة النوري علي بن الضياء الحنفي على سعادة بنت قاضي القضاة الجمالي [أبي] (٢) السعود سرا (٣).

[أهل شهر ربيع الأول ليلة الثلاثاء سنة ٩١٠ هـ]

للغيم بمكة (٤) وروي بجدة ليلة الاثنين.


= شمال مكة على مدركة ورهاط. وهي قبيلة ذات قوة ومنعة تخشاها كل القبائل، ولذا تعرف (عتيبة الهيلاء)، وكانت هذه القبيلة تساند الأشراف في مكة حينا وتزعجهم أحيانا، وديار عتيبة اليوم تمتد من رهاط - شمال مكة - غربا إلى قرية الغطغط - غرب الرياض - شرقا. انظر: البلادي، معجم قبائل الحجاز، ص ٣١٥ - ٣١٧. حمد بن إبراهيم الحقيل: كنز الأنساب ومجمع الآداب، ص ١٤٣.
(١) كانت من عادة الأشراف أن يأخذوا بعض الأموال من العربان، خاصة القبائل القاطنة على طرق الحج حتى يضمن عدم مهاجمتهم في الموسم، بالإضافة إلى أن هذه الأموال كانت دعما لميزانية الشريف. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأموال كانت ترهق ميزانية هذه القبائل إذ أنها ليس لها دخل ثابت اللهم إلا من عوائد الرعي وبعض الصدقات، ولذا كانوا يتذمرون عند طلبها إلى حد مقاتلة شريف مكة. انظر: النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٤٠٤، ٤١٣. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٢٥٩، ٣/ ٨٩، ٢١٩، ٢١٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "باي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) كان من عادة بعض المكيين أن يتزوج زواجا شرعيا ويغلفه بالسرية، ويبدو أن هذا لظروف خاصة بأهل العروسين، لأن القصد في الزواج الإشهار.
(٤) يقصد المصنف إلى أن الظروف الطبيعية أحيانا كانت تحول دون رؤية الأهلة بالنظر، ولذا كانوا يعرفون الأهلة في بعض الأحيان بالأخبار والرسل. ولقد أشار النبي إلى ذلك عند رؤية هلال رمضان حيث قال : "الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم -