للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الثلاثاء من الشهر مات الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علي ابن محمد النشيلي المصري، نزيل مكة، وأحد الشاهدين بعمارة السلطان ومدرسته وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند تربة الشيخ بيسق الفراش.

وفي ليلة الأربعاء تاسع الشهر وصل المحيوي عبد القادر بن الشيخ نجم الدين بن ظهيرة الحنبلي المكي قاضيا بها وقرئ مرسومه، ومرسوم السعيد بن عبد الغني الحنفي الجديد بعد صلاة الظهر يوم الجمعة ثاني عشر الشهر عند السيد قايتباي لمصلاه أمام بيت والده وحضر الباش والقاضيان الشافعي والمالكي ولبسا خلعتين وطرحتين بشرائهما لا من الدولة، فإنه لم يولهما إلا القاضي كاتب السر ببذل قليل وكثير الاخر للمولى وغيره، وعدى على القافلة بطريق جدة/وكان بها علي بن وبير الحجازي الساكن بالمعابدة فقاتل عند أخذ ماله [فاثخن] (١) جراحا وحمى وهو كذلك فمات قرب مكة في عصر يوم الأربعاء تاسع الشهر ودفن في يوم الخميس بالمعلاة.

وفي ليلة ثامن الشهر كانت الزفة للمولد، ومشي مع الناظر قاضي القضاة الشافعي للسيد قايتباي وبعض أخوته، والقاضي المالكي والجديدان والباش والفقهاء، والأتراك، وفارقهم السيد من سبيل البوني (٢) وعاد بعد الزفة راكبا إلى المسجد.


= عليكم فاكملوا العدة ثلاثين". انظر: البخاري: الصحيح ٤/ ١١٩. الإمام مالك بن أنس الحميري: الموطأ، ١/ ٢٨٦، رقم الحديث ٢٣٥. أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية: رؤية الهلال والحساب الفلكي أو الأحكام المتعلقة بالهلال، ص ٦٧.
(١) وردت الكلمة في الأصل "فاتخن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) سبيل البوني: نسبة إلى البوني: وهي أسرة من الأسر المجاورة الذين استوطنوا مكة بعد أن انحدروا من بونه وهي مدينة بإفريقية بين مرسى الخرز وجزيرة بني مزغناي، ولقد أنشأ جدهم هذا السبيل في داخل البستان الذي نسب إليه، وتعهده أبناؤه بالعناية به والرعاية من بعده، حتى -