للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس ثاني [عشرى] (١) الشهر توجه الدابولي بالسلامة إلى بلده ثم تتابعت المراكب بعده، بعضهم يوم السبت رابع عشري الشهر وهو الكنبايتي وبعضهم يوم الأثنين سادس عشري الشهر وهم الكالكوتين.

أهل شهر رجب الأصم (٢) ليلة الجمعة سنة ٨٨٧.

وفي هذا اليوم وجد أحمد (٣) بن محمد بن علي الشهير بابن قريع الحموي ابن عم شمس الدين الحموي الأعرج، ميتا بسبيل أو بستان جاني بك (٤) خارج مكة فحمل إلى المعلاة وغسل وكفن وصلي عليه بها، ودفن بها من يومه.


(١) وردت في الأصول "عشرين" والمثبت هو الصواب.
(٢) لم أتبين قراءتها في الأصل والمثبت من (ب)، قال الخليل: إنما سمي بذلك لأنه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث ولا حركة قتال ولا قعقعة سلاح لأنه من الأشهر الحرم. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: مختار الصحاح (مادة ص م م)، ص ٣٢٥.
(٣) السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٢٦٦. وفيه "توفي في ربيع الأول سنة ٨٨٨ هـ".
(٤) هو: جاني بك أو (جانبك) الظاهري جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة، أصله فيما يقال لجرباش المحمدي الناصري ثم ملكه قبل بلوغه اسنبغا الطياري واشتراه منه الظاهر قريبا من سنة ٨٣٧ هـ ثم أعتقه ثم صيره خاصكيا ثم ولاه النظر على بعض الأمور ثم ولاه شادية جدة في سنة ٨٤٩ هـ واستمر بها وعاد بشيء كثير للسطان فزادت حظوته، ولا زال في نمو وزيادة حتى قيل له "نائب جدة" ثم أصبح من أمراء الطبلخانات وأثرى وله مآثر وقربات جمة بمصر وغيرها وأصبح هو المتصرف في بلاد الحجاز وكاتبه أكابر الملوك، وكان شهما حاذقا، حسن الشكالة، فصيح العبارة، مات مقتولا في يوم الثلاثاء مستهل شهر ذي الحجة سنة ٨٦٧ هـ بمصر، ودفن بها، ومن مآثره وقرباته بستان وسبيل بناه بالأبطح من مكة على طريق منى قرب آبار العسيلة (وهي أربعة آبار بأعلى مكة وتعرف بالعسيلة أو العسيلات). الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٥١، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٧، ٣٢٠ - ٣٢٤، النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٣٧١، ٣٩٥، السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٥٧ - ٥٨، ابن إياس: بدائع الزهور ٢/ ٤٠٦ - ٤١٠.