للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو ميت ببيته بالشبيكة، ثم حمل إلى أخته وكان في حياته في هيئة رثة [يجلس] (١) يستعطي بالأسواق.

وفي هذه الليلة، وصل لمكة العفيف عبد الله الشيبي وولده وعياله من اليمن، وكان دخلها وحده من الهند، وأرسل لعياله وولده فتوجهوا له إلى زبيد.

وفي يوم الأربعاء، تاسع [عشري] (٢) الشهر، حصل لمكة مطر يسير ورعد قوي نزلت منه صاعقة، مرت على مئذنة السلطان قايتباي التي على باب مدرسته، فطاحت منها شرارة على المئذنة فأحرقت بعض أدوارها، فأتي الباش ودويداره/ فصب عليها الماء، فلم تنطفئ بل [زادت] (٣) وقيدا، ثم أتي بخل (٤) فأطفئت به، ثم في ثاني يوم بعد صلاة العصر دخول بعض الحجاج، وقف بعض جمالهم عند المدرسة المذكورة، فهبت ريح عاصفة القت القبة التي علو المئذنة على رأس جمل فشجته، فطاح إلى الأرض، وصار الدم يخرج من منخره وقيل من أذنيه، ثم أن راعيه حمله إلى المجزرة وباعه فذبح بها.

أهلّ شهر ذي الحجة ليلة الخميس ٩٠٩ هـ

في الثلث الأخير من ليلة الخميس المذكورة، وصل إلى مكة بعض سبق الحاج، واستمر باقيه ينجر (٥) من الضحى إلى آخر النهار، ثم دفع بعض الحاج في أول ليلة


(١) وردت في الأصول "جلس"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "عشر"، وما أثبتناه هو الصواب بعد تتبع أيام الشهر.
(٣) وردت في الأصول "زادة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) يبدو أن للخل خاصية معينة في الإطفاء كما ذكره ابن فهد.
(٥) ينجر: يتواصل في مسيره. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١١٦.