اشتمل الكتاب على تفاصيل هامة في تاريخ مكة السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي رواها العز ابن فهد وهو المؤرخ الأصيل المحدث الحافظ الذي عاش متصلا بأغلب علمائها محترما مقدرا من أهلها بعيدا عن أهل السلطة وإغوائهم، فجاء كتابه حافلا بالأخبار ثريا بالمعلومات النادرة التي صاغها العز في لغة واضحة وأسلوب سهل مع نقد هادئ رصين لكل ما لاحظه في مجتمعه وأهله مما يستحق النقد (في ذلك العصر) من وجهة النظر الدينية والأخلاقية (١)، ورتب فيه الأخبار حسب التسلسل السنوي وحسب تواليها في الأيام الشهور ماعدا بعض الأمور والحوادث التي أشار فيها إلى ما سوف يحصل مسبقا حتى لمدة سنة تقريبا.
من هنا جاءت أهمية الكتاب وعظم مكانته بين كتب التأريخ المكي حيث سد ثغرة طولها سبعة وثلاثين سنة إلا أربعة أشهر ثم جاء ابنه جار الله بن فهد ليكمل ما انتهى إليه الأب كما أكمل الابن العز ابن فهد ما انتهى إليه الجد الشيخ النجم عمر بن فهد. فهو بذلك حلقة في سلسلة التاريخ المكي.
[مصادره]
جاء كتاب العز ابن فهد ذيلا على تاريخ والده الذي ابتدأه من سنة وفاة مؤلف الأصل سنة ٨٨٥ هـ، وأبتدأ العز من هذه النهاية مما جعله يعتمد على مصادر معاصرة له لم تكن من الكتب والمصنفات المكية السابقة وإنما كانت مصادره الوثائق الرسمية كالمراسيم السلطانية وشبه الرسمية الأوراق التي يصل بها القصاد والمراسل، والمكاتبات الشخصية ومعاصرته للحدث والمشاهدة والسماع، كما نلمس فهمه للتوثيق من كلامه وطريقته في التدوين، فكان دائما يذكر الطريقة التي وصل إليه بها