للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأمير الباش فكتب لمكة لذلك فتوجها له إلى جدة، وكذا توجه له الخطيب محب الدين النويري وتوجه قبل ذلك اليوم لما تحدث بوصوله الخواجا قاسم الشرواني شاه بندر وبعض التجار.

[أهل شهر رمضان ليلة الأحد سنة ٩١٩ هـ]

برؤية أفراد ورئي (١) بجدة واحدا والوادي وجاء الخبر في ليلته.

وفي ليلة الثلاثاء ثالث الشهر وصل من جدة إلى الزاهر القاضي الشافعي والأمير الباش وباتوا به إلى الصباح، فخرج للقائهم الأتراك وأظن نائب الشريف ونقارته وطبل الأمير وزمره، ودخلوا مكة بعد طلوع الشمس وهما لابسان خلعتي السلطان ودخلوا المسجد وجلسا بالحطيم، وأظن معهما الحنفي والمالكي، وقرئ مرسوما السلطان إليهما ومضمونهما وصول الأمير حسين ومساعدته فيما هو بصدده من العمارة وغيرها (٢)، وتاريخهما عشري جمادى الآخر، وبعد ذلك توجه الأمير الباش لبيته، والقاضي الشافعي لبيته ومعه القضاة والفقهاء. وفي يوم الجمعة سادس الشهر بين العصر والمغرب مات السيد أصيل الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسني الآيجى قريب جماعة السيد صفي الدين وعفيف الدين، وصلى عليه بعد الصبح ثانيه عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند سلفه بقبر بكر إلى جانب السيد عفيف الدين، وإيانا ونفعنا به فإنه كان رجلا عالما، ولم يخلف ذكرا بل خمس بنات أو أكثر، وزوجة هي بنت أبي البركات بن عبد القادر بن أبي البركات النويري.


(١) ورئي: أي شوهد في مكة وجدة ووادى فاطمة.
(٢) المقصود بالعمارة هنا، هي عمارة سور جدة، وذلك بسبب تعبث الفرنج بميناء جدة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٠٨.