للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر يوم الثلاثاء ثالث عشري الشهر مات يوسف بن محمد بن يوسف بن كحيلها المكي الخياط، وصلى عليه صبح يوم الأربعاء عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه، وخلف أولاد خمسة ذكورا وزوجة.

وفي يوم السبت سابع عشري الشهر وصل إلى مكة الأمير الباش جان بردي من جدة.

[أهل شهر رمضان بالرؤية ليلة الثلاثاء سنة تسعمائة وثلاثة عشر]

في ليلة الأحد ثالث عشر الشهر مات علي بن الأقباعي المكي الصيرفي كان وصلى عليه قبل طلوع الشمس عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بشعب النور، وخلف بنتا وأختا شقيقة يتكملان إرثه، وأخا لأب، والزوجة.

وفي عصر يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر ختم علي قراءة كتاب الشفاء للقاضي عياض، الإمام أبو الخير محمد بن الإمام أبي السعادات بن الإمام قاضي القضاة محب الدين الطبري المكي الشافعي وذلك بالمسجد الحرام في أربعة عشر مجلسا، وفي تاريخه ختم أيضا علي جميع صحيح الإمام أبي عبد الله/محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى، وذلك بالمسجد الحرام في ثلاثة وخمسين مجلسا (١)، وسمع ذلك جماعة والقاري القاضي جلال الدين أحمد بن عمر بن أحمد العريطي القاهري الحنفي موقع


(١) اتسمت الحياة العلمية في مكة بسمات خاصة كالمدن الإسلامية آنذاك، فكانت الدروس تعقد في المسجد الحرام على شكل حلقات علمية "مجالس" يجلس الشيخ وحوله طلابه، ولقد ثبت حضاريا أنها من أهم طرق التلقي. وكانت تدرس نوعية خاصة من الكتب المشهورة في العلوم الدينية واللغوية ككتاب الشفاء للقاضي عياض، وصحيح البخاري وغيرها، وكانت الحلقة العلمية تنعقد لعدة مرات حسب حجم الكتاب صغيرا أم كبيرا. انظر: ابن جبير: الرحلة، ص ١٥٩. خالد محسن الجابري: الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي - رسالة -