للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكنبوش مغرق، فلم ينزل له الشريف عن فرسه بل قرب له إلى جانبه فركب عليه ولم ينزل إلى الأرض، ودخلوا جميعا مكة، وكان العسكر كثيرا جدا والخلق كذلك وكان يوما مشهودا وسر الناس بذلك (١).

ولما وصل الأمير المدرسة الأشرفية نزل وسكن بها وتوجه السيد الشريف إلى بيته، وكان في العرضة قاضي القضاة الشافعي وعليه خلعة بيضاء بمقلب، والحنفي الذي جاء من مصر ابن المرشدي وعليه خلعة زرقاء بمقلب وغيرهم من الأمراء والتجار، إلا الأمير الباش المعزول فإنه منقطع وجعان، وأوصلوا الشريف إلى بيته وعاد إلى محله في العصر قبيل الآذان دخل السيد أبو نمي الطواف وطاف [سبعا] (٢) فدعا له الريس أبو بكر على علو زمزم على عادة سلطان الحجاز إلى أن فرغ، وتوجه إلى مصلاه بالرواق وصلى مع الناس العصر.

وفي يوم السبت ثامن عشري الشهر قبيل الظهر مات الشيخ شهاب الدين أحمد ابن عطية بن عبد الحي بن ظهيرة، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند شيخه الشيخ المعتقد الجنيد بن اليمني بقبر بكر وذلك بالقرب من تربتهم، وخلف أخوه وثلاثة ذكورا واثنتان إناثا وكان مباركا ساكنا وإيانا.

[أهل ذي الحجة الحرام ليلة الثلاثاء سنة ثمان عشر وتسعمائة]

في ليلة الخميس ثالثه وصل بعض الحجاج الشاميين (٣) وسبق من بدر، ثم في يوم الجمعة بعضهم أيضا وسيق من رابغ، ثم تتابع الحجاج ودخل أميرهم في ليلة


(١) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام، ج ٣، ص ٢٦١ - ٢٦١.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "أسبوعا" وما أثبتناه هو الصواب.
(٣) وقد تأخر وصول الحجاج الشاميين بسبب كثرة الجليد في هذه السنة، فعندما عزم أمير الحاج أن يسافر بالمحمل من دمشق فتعوق بسبب الجليد ثم خرج في يوم الثلاثاء تاسع عشر شوال من -