للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الزاهر، وفي أثناء الليل وآخره دخل المسجد أمير المحمل تمر الحسني الزردكاش أحد الأمراء المقدمين الأشرفي وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر، ودخل أمير المحمل (١) ليلا وصباحا.

وفي صبيحتها خرج السيد بركات بن محمد، وولده أبو نمي وجميع عسكره وهو شيء كثير من الخيل والرجال بنو حسين (٢)، وعدوان، وأهل الحجاز، وهذيل، وجميع عربان البلاد، وأهل مكة، وذوي حسن، وخلع أمير الأول علي السيد أبو نمي ودخل معهم مكة ومعه بعض العسكر، وتخلف أمير الحاج وعسكره، والسيد بركات وعسكره إلى أن عاد لهما السيد أبو نمي وعسكره وأمير الأول، وخلع على السيد بركات وولده خلعتان عظيمتان بطرز عظيمة، وعصائب (٣) فوق العمامتين وهما طبقان على عادة سلاطين أهل الحجاز، ولم يختلع السيد بركات في مخيم الأمير بل مقابله، وقال عن ولده: هو السلطان وقبل الولد على العادة خف جمل المحمل، وأما السيد بركات فسمعت أنه مسح بيده ثياب المحمل، وقدم له فرس من السلطان بسرج


(١) هو: الأمير "تمر الحسني" المعروف بالزردكاش أحد الأمراء المقدمين، وقد أخلع عليه السلطان الغوري وجعله أميرا لركب المحمل في ٢٢ ربيع الأول من هذا العام (٩١٨ هـ) ولم يثني الحجاج عليه لبخله وشحه. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٦٢، ٢٨٧، ٢٩٧.
(٢) بنو حسين: فرع من الأشراف يسكن وادي مر الظهران، وبعضهم في مكة. وهم بنو الشريف حسين بن بركات بن أبي نمي، وكان بركات هذا في ولايته قد استطاع أن يمتلك جل عيون ومزارع مر الظهران حتى سمته العامة وادي الشريف. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ١١٥.
(٣) العصائب أو العصابة: هي من أغطية الرأس التي شاع استعمالها بمثابة زي للرجال والنساء والعصابة تلف كالعمامة حول جزء من الإزار الذي كان يغطي شعر الرجل أو المرأة، وهي تشبه في هيئاتها أغطية الرأس التي تستعملها البدويات في وقتنا الحاضر. انظر: أحمد عبد الرازق: المرأة في مصر المملوكية، ص ١٨٤، ١٨٧.