للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ محرم الحرام، مفتتح سنة إحدى وتسعمائة ليلة الإثنين

جعله الله عاما مباركا علينا وعلى المسلمين.

في يوم الخميس، رابع الشهر، كان عقد مجلس عند الباش أينال (١) الفقيه بالدكة عند باب السلام بالمسجد الحرام، حضره القضاة الأربعة وبعض طلبة درس المدرسة الخلجية ومدرسهم العفيف عبد الله بن البخاري، وسببه وصول معلوم الدرس (٢) المذكور من الهند مع بختيار الهندي عتيق ولد المدرس المذكور، الذي كانوا أوكلوه في قبضه، فلما وصل به أبطأ بالطرق، فتسلط عليه بعض الطلبة الأقوياء [وأهانوه] (٣) فخلصه قاضي القضاة المالكي النجمي بن يعقوب، فتأثر العبد لذلك وقال: الذي معي إنما هو لطعام عمل لهم (٤)، فتحرك العفيف عبد الله (٥) الشيبي حينئذ، وقال: أنا الناظر على المدرسة وجميع تعلقها، وهذا الأمر مرجعه إليّ وأنا الذي أتصرف في عمل الطعام لهم، وأظهر مراسيم من الخلجي أو ابنه بأن له النظر، وذكروا في مراسيمه أنه يجعل له طعام، واجتمع بالشافعي ثم بالمالكي يطلب منه وأحتج عليه بسؤاله في وظيفة لولده ثم تناوله للمعلوم، وأوقفوا الأمر إلى ثاني يوم ثم


(١) هو أينال باي الفقيه الحسني الظاهري برقوق الحاجب الثاني، تأمر على الركب الأول في سنة ٨٩٥ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٣٢٦. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٠٤.
(٢) معلوم الدرس: هو أجرة الدرس. المنجد في اللغة والإعلام ص ٥٢٧.
(٣) وردت في الأصل "وأهانه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) وهذا يعني مدى اهتمام مؤسسها وأبناؤه بهذه المدرسة وطلابها، حيث ذكر السخاوي أن ابن الخلجي كان يعمل طعاما بمكة للفقراء والمساكين بهذه المدرسة ويهتم بهذه المدرسة بعد وفاة والده. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٩.
(٥) عبد الله بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس العفيف بن السراج العبدري الشيبي الحجبي المكي. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٣٩.