للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر رمضان المبارك ليلة الخميس ٨٩٩ هـ

في يوم الجمعة، ثاني الشهر، مات طفل مرضع أحد توأمين لعلي بن عبد العزيز الزمزمي، وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن من يومه عند سلفه بالمعلاة.

وصلى بالناس التراويح ابن الإمام مكرم الطبري عند مقام الخليل على عادتهم، وعمل له زفة أول الشهر، وليلة الجمعة، [في] (١) ختمه أحد وعشرين مشى فيها قاضي الشافعية والمالكية وجماعة الفقهاء، وصلى أيضا بمقام الحنابلة أحمد بن الشيخ أيوب، وصلى عنده في الأول وليلة الختم القاضيان المذكوران وختم ليلة/الختم على منبر الوعاظ (٢)، وقام القاضيان بعد الفراغ وقبل الخطبة.

وصلى بالناس صبي مصري أيضا، ولما ختم حضر عنده القاضيان المذكوران والمحتسب وبعض الأجناد وحضر خطبته سمعتها إتفاقا وكانت حسنة وتأديتها كذلك وحصل لإسماعيل بن يحي بن سلطان اليمن من الغرباء إهانة وكشينة، سببها إنه كان يجلس بالمطاف أمام المصلين والناس في التراويح، وتكلم النساء على رؤس المسلمين، فأتفق إنه مسك ظاهرا بعض من لا يعرف فضربه وشتمه،

فلما سمع الناس في الصلاة قاموا اليه وسبوه وضربوه وسحبوه، فتعصب له من خلصه فهرب واجتمع لذلك خلق من الناس وتوجهوا للناظر قاضي الشافعية فشكوا إليه ذلك وبلغه ببيته، ولكنه صار يقول: حتى نعرفه وإلى غد يكون خيرا،


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) منبر الوعاظ: المنبر: مرقاة الخاطب، سمى منبرا لارتفاعه وعلوه، وهو الذي يخطب عليه في الحرم. ابن منظور: لسان العرب ٥/ ١٨٩.