للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشرين ألفا أو إثنى عشر، وذكر أنها كانت تحت السكر فكذبه عنقا ومفتاح البوقيري، فجعل عليه ألفا دينار.

أهلّ شهر ذي القعدة ليلة الأحد ٩٠٧ هـ

في عصر يوم الأحد المذكور، سافر السيد الشريف صاحب مكة الزيني بركات [وعسكره] (١) إلى جدة، لأجل التوجه إلى زبيد، وخلف أخوه قايتباي لأجل القاضي الشافعي، وكذا سافر الشهابي أحمد بن العيني لجدة، لأجل إخراج الواصلين في المراكب.

ثم في ليلة الإثنين، ثاني الشهر، أمر قايتباي من عاقب القاضي الشافعي، فجعلوا في يديه الخشب وجعلوا ألواحا على صدره وظهره وأضلاعه، ففعل به ذلك إلى أن خشي عليه الفوات، وأظنه استمر إلى أثناء النهار، فسمع ولده فأخذ القاضي المالكي والرافعي، وذهبوا إلى الشريف قايتباي فدخلوا عليه، فأطلقه من العقاب، ويقال أنه كان أطلقه قبل ذلك لما سكت أنينه وتدلى لسانه وقيل له يفوت، ويقال إنه أعيد عليه بعد ذلك والله أعلم بما قدره عليه من المهالك، ثم جعل عليه عشرة آلاف أشرفي، فشرع ولده في بيع الأملاك والثياب والنخيل وبقية الأثاث ببيت النبات وغيرهم، بل وأرسل الجمال محمد بن أحمد الدقوقي إلى جدة لبيع البيوت والصهاريج بجدة، والله يحسن العاقبة ولا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا.

ثم في ليلة السبت، سابع الشهر، سفّر إلى جهة جدة في شقدف، لأن يرسل بحرا إلى جزيرة ابن بركوت (٢)، ثم سفّر من جدة صبح ليلة الثلاثاء عاشر الشهر.


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٠ لسياق المعنى.
(٢) جزيرة ابن بركوت: يبدو أنها تنسب إلى موسى بن بركوت القائد فتى السيد بركات بن محمد -