للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل رجب الفرد (١) ليلة الثلاثاء بالرؤية سنة اثنى عشر وتسعمائة:

في ليلة الثلاثاء المذكور ماتت أم هاني بنت علي بن قاسم الزويد المكي، زوجة أبي البركات بن أبي الفضل الزين وأم أولاده، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة على أمها عند القبر المنسوب لسيدتنا خديجة (٢) بنت خويلد أم المؤمنين بالشعب الأقصى.


= خاصة في الأقوات الضرورية. بل أن بعض الغلاء قد يستمر لمدة ثلاث سنوات، وكان العلماء يكثرون من دعاء القنوت، وقراءة صحيح البخاري، وصلوات الاستسقاء، حتى يكشف الله الضرر وترخص الأسعار، بل أن بعض الأزمات كانت تقع في موسم الحج فيصيب الحجاج منها أذى كثير، ونتيجة لذلك كان يضطرب الأمن. وإلى ذلك يشير المصنف إلى أحد الأوبئة التي حدثت بمكة ومنعت الناس من العمل والاستفادة بمياه الأمطار، وكان مما يخفف هذه الأزمات ما كان يرسل من أموال ومواد تموينية من مصر واليمن. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٣٣٤.
(١) كان العرب يسمون شهر رجب بالفرد لعزلته عن الأشهر الحرام الأخرى. وأحيانا يضاف إليه شعبان ويقال لهما الرجبان. وقد كان العرب في جاهليتهم يعظمونه وعدوه من الأشهر الحرام حيث لا قتال فيه ولا صراخ ومن هنا قالوا عنه: رجب الأصم، أي: الذي لا يسمع فيه إنسان قعقعة سلاح. انظر: علي بن الحسين بن علي المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: محيى الدين عبد الحميد ٢/ ٣٤٦. القلقشندي: صبح الأعشى ٢/ ٣٧٥. أكرم حسن العلبي: التقويم دراسة للتقويم والتوقيت والتأريخ وجداول مفصلة لمقابلة التاريخ الهجري بالميلادي حتى سنة ١٤٢١ هـ، ص ٣١.
(٢) هي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشية الأسدية، زوج النبي ، وأول من صدقت ببعثته، وكانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، بشرها جبريل ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صجن. لم يتزوج الرسول عليها حتى توفيت سنة عشر من البعثة. انظر: محمد بن سعد الواقدي (ابن سعد): الطبقات الكبرى ٨/ ١٥. أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر): الإصابة في تمييز الصحابة ٨/ ٦٦.