للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر ربيع الأول ليلة الإثنين

عرفنا الله بركته بين الشهور (١)

محمد ولد فيه ٩٠٢ هـ

فيها وصل مكة بعض القافلة، وتقدموا عنهم من بعد خليص، ثم تتابع في النهار.

ثم في ليلة الثلاثاء، ثاني الشهر، وصبيحتها، وصل غالب الناس ثم في ثاني ليلة، وصل كثير.

وفي صبيحتها، دخل قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود ابن ظهيرة وجماعته، ومن معه كإبن أبي اليمن، وقريبه ابن عز الدين، وقاضي القضاة المالكي، وقدم عياله في الليل، وكان بات هو وإياهم وعياله بالزاهر، ودخل عياله بعده، ولاقاه الفقهاء إلى باب السلام ومشوا أمامه إلى الطواف ثم الشوط الأول في المسعى، وجلسوا بالصفا إلى أن فرغ وذهبوا معه إلى البيت، وأما السيد الشريف صاحب مكة وجماعته وعسكره ففارقوا القافلة من بدر وفي نيته الجلوس، وجاءه بمخشوش ببدر قصاد من القاهرة، وأشيع أن أمير الحاج تنبك قرا أمسك في العقبة [تاجر حموي] وكبله في الحديد، وأراد التوجه به إلى الصفية (٢)، فجاءهم قصاد آخرون وأرادوا التوجه به إلى الطور، ثم جاءهم قصاد آخرون وذهبوا به إلى جهة مصر ووصلوا به إلى البركة ثم توجهوا به إلى الأسكندرية.


(١) ليس هناك تفاضل بين الشهور، واعتقاد بعض الناس بفضل شهر ربيع الأول على بقية الشهور، إنما هو من الامور المبتدعة التي لا أصل لها في الدين.
(٢) لم يعثر على مدينة ولا منطقة بهذا الاسم، ولكن هناك صفة بناها السلطان الملك الظاهر قبالة الطور. المقريزي: السلوك ١/ ٥٥٥.