مستوليا عليها بالمائتين وأرسلت للقاضي وأنكر المائتين، ويقال: أن الشريف بركات بن محمد سأله عن حصته فقال إنما هي للمدارس فصده عنها وصد أهل المدارس بالإنكار، وعند الله تجتمع الخصوم (١).
[أهل ربيع الآخر ليلة الأربعاء سنة ثمان عشر وتسعمائة]
وفي ليلة الخميس ثاني الشهر ماتت شقراء بنت السيد بركات بن محمد بن بركات في الوادي، وفي يوم الأربعاء حملت إلى مكة فجهزت، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند تربة جدها.
وفي هذه الليلة مات محمد بن موسى الفراش بل الخراز، ووالدة ابن محمد بن أبي الخير الجوخي واسمها التكرورية فما كان يقول والده، وصلى عليهما بعد الصبح عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة.
وفي يوم الثلاثاء سابع الشهر مات الخواجا إبراهيم بن الدمشقي ابن الزمن قرابة الخواجا شمس الدين، كان في الهند بكنباية وجاء بمتجر كبير، ويقال: له بها سنتان تغدى وهو طيب فضربه دم ومات في أثناء النهار، وحمل في يومه إلى مكة ووصل به إليها ضحى عالي يوم الأربعاء فجهز بالمعلاة ودفن بتربة ابن الزمن على ابن أخيه إبراهيم بن عبد الكريم، ويقال: له ولد بالشام/وجماعة القاضي الشافعي هم الذين جاؤا معه وصرفوا عليه.
وفي آخر ليلة الأربعاء ثامن الشهر أو صبيحتها مات الجمال محمد بن سليمان النجار، وصلى عليه ضحى عند باب الكعبة الشيخ أبو كثير الحضرمي بوصية منه،
(١) من الملاحظ عند استقرائنا لأحداث هذا الشهر أن المصنف لم يشر إلى مواكب الاحتفالات بمولد النبي ﷺ، ويبدو أن السبب أن المكيين لم يقوموا بها لسوء الأحوال الاقتصادية، أو أن المؤلف لم يؤرخ لها نسيانا، أو أن الأشراف لم يقوموا بها لظروف خاصة بهم.