للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودفن بالمعلاة لمضيق جدار تربة الشيخ عمر العرابي مما يلي الشرق وإيانا.

وفي هذا اليوم والذي يليه ظنا مات المعلم أبو الخير المهند بن المصري بجدة ودفن بها.

وفي يوم الخميس تاسع الشهر أو الليلة التي تليها ولدت بنت لقاضي القضاة الصلاحي بن ظهيرة من أمة له حبشية، وقالوا: ما هو معترف بوطئها.

وفي يوم السبت ثامن عشر الشهر وصل الخبر لمكة من المدينة أن الصوفي مات، فإن جماعة من الأشراف ابن حسين توجهوا إليه وأكرمهم وسألهم أن يجيئوا له بخيل عربية فاشتراها وتوجهوا له فوجدوه قد مات فوصلوا إلى بغداد، وملكها شيخ العرب ابن كمونه الذي وصل مع أمير الحج العراقي لما أخذ المصريون محمله، ثم تبين كذب هذا الخبر، وأن الصوفي يعيش ووصل قاصده لصاحب مصر. وجاني من جدة ورقة، وفيها أن الأمير الباش جاءه قاصد من مصر ومن حين دخل له لم يخرج، وكان وصوله لجدة يوم الخميس سابع عشر شهر ربيع الثاني ومرسله الأمير تاني بك الخازندار ومعه أربع أوراق لا غير، وهو يذكر فيها على أنه عرض على السلطان في يوم واحد اثنان وعشرون قصة من قضاة، ومن فقهاء، ومن سوقه فتشوش السلطان وقال يا أغوات (١) هذا الذي يعمله خير بك مليح فلا زال الأمير تاني بك الخزندار يكسر عليه حتى سكت، ثم بعد يومين وصل عبد القاضي زين الدين ووقف قدام السلطان وشرح له القضية من أولها إلى آخرها، وأخرج له شاش زين الدين وكوفيته وثيابه [ملأنتين] (٢) دما فتشوش السلطان أعظم من الأول، وقال: يا أغوات هذا مليح


(١) الآغا: كلمة تركية تعني الأخ الكبير، وتطلق على صغار الضباط وأحيانا على كبارهم، وتأتي بمعنى السيد، والآمر، ورئيس الخدم، والأتباع. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٨.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "ملانين" والتعديل من (ب) وهو الصواب.