للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت سابع عشري الشهر وصل من السيد الشريف بركات بن محمد أوراق للقاضي الشافعي وغيره، ومرسوم وصله من السلطان وهو عائد من ينبع للقائد مبارك بن بدر، يريه (١) للقاضي الشافعي وأمير جدة الأمير حسين، وفيه الأخبار بوصول كتبه وأخويه راجح وقاسم، وصهره أبو سعد بن رميثة بن بركات، وولدى هزاع، وأننا أسكنا راجح ببيته الذي كان ساكنه أولا بالبندقانيين، وأبنى هزاع باليزبكية، وقاسم وصهره ببركة الرطلي (٢)، وفيه: وأن هذا من سعدك، وفيه تعظيم كثير للسيد بركات فالله يعطيه خيرهم ويصرف عنه شرهم.

[أهل رجب ليلة الثلاثاء سنة ٩٢٠ هـ.]

في يوم الأربعاء ثانيه ظنا قال بعض الأعراب للأمير حسين نائب جدة قال الشريف لا يدخلون جدة بحطب فأرسله مع قاصد له إلى نائب الشريف بجدة مسعود بن بركات، وقال له هذا يقول أن الشريف يقول لا تدخلوا جدة بحطب فسأله وقال له من أين لك هذا؟ قال سمعت، فأمر به مسعود فضرب فرجع قاصد حسين إلى أستاذه فأخبره بضرب البدوي فتشوش، وأرسل لمسعود فجيء به فأمر بضربه فرمي إلى الأرض فترامى القاضي زين الدين الناظر بجدة على الأمير فعفى عنه، ويقال: أنه [ضربه] (٣) بمركة على أكتافه، والله أعلم.


(١) في غاية المرام ٣/ ٢٩١. "وأمره أن يرى المرسوم للقاضي الشافعي".
(٢) بركة الرطلي: هي بركة بجانب الخليج الذي أعاد حفره الناصر محمد بن قلاوون وعرفت قديما ببركة الطوابين، إذ كان الطوب يعمل فيها، وعرفت أيضا باسم بركة الحاجب لأنها كانت بيد الأمير بكتمر الحاجب - أحد أمراء الناصر محمد - ثم اشتهرت باسم بركة الرطلي لوجود شخص بجانبها كان يصنع الأرطال الحديد التي تزن بها الباعة. انظر: المقريزي: الخطط ٣/ ٢٨٧.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "ضرب" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.