كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل جمادى الآخرة ليلة الاثنين سنة ٩٢٠ هـ. - ج: 3 - ص: 1952

وفي يوم السبت سادس الشهر شرع بعض التجار متبرعا في قطع المسجد الحرام من جهة مقام الحنفي إلى علو المسجد، وغربل التراب وجعل ما يخرج منها من البطحاء في محل المقطوع.

وفي ثاني يوم شرع الناظر وهو القاضي الشافعي أيضا من جهة مقام الحنفي إلى أسفل المسجد، وسمعنا أن السلطان أرسل ألف دينار لذلك، والله أعلم ولم يصح (١).

وفي يوم السبت ثالث عشر الشهر اشتغل بالبقر في الحرم من أسفله من جهة الناظر.

وفي يوم الأحد رابع عشر الشهر ماتت خديجة بنت يوسف بن راجح الشيبي، والدة إبراهيم وأبي القاسم، وأم الحسين زوجة محمد بن أبي القاسم المغربي الشهير بالدب ابني أحمد بن علي الشيبي، وصلى عليها ولدها إبراهيم عند باب الكعبة بين صلاة العصر والمغرب ودفنت من يومها بالمعلاة عند سلفها بالشعب الأقصى، رحمها الله وإيانا آمين.

---

= وهم: سودون رأس نوبة كبير، وأرزمك الناشف، وأبرك نائب طرابلس، وأمير أخور كبير الأمير قانباي الرماح وهو باش العسكر، وصحبتهم بقية أمراء أربعينات، وعشراوات، ومماليك عدة بلغ عددهم أربعة آلاف مملوك. وقد انتصر ابن عثمان على الشاه إسماعيل الصوفي في مكان بالقرب من تبريز يقال له إسكندران، وكانت هذه الوقعة في يوم الأربعاء سادس رجب لهذا العام، وقد ملك ابن عثمان على أثر هذا الانتصار غالب بلاد الصوفي من ممالك الشرق، فلم يرسم السلطان بدق الكوسات لهذا الخبر، وكذلك الأمراء أخذوا حذرهم من ابن عثمان، وخشوا من سطوته وشدة بأسه لما يحدث منه بعد ذلك إلى جهة بلاد السلطان. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٩٢، ٣٩٨، ٤٠٢. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٦١ - ٢٦٢.
(١) يبدو من ظاهر النص أن الرجل قام بترميم جزء حددوه من المسجد الحرام.