للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل جمادى الآخرة ليلة الاثنين سنة ٩٢٠ هـ.]

/ في ظهر يوم الثلاثاء ثاني الشهر وصل دويدار الأمير حسين نائب جدة إلى مكة لأجل ختم حواصل الخواجا شمس الدين محمد (١) الحليبي، فإنه جاء الخبر أنه مات بالقاهرة فما وجدوا بمكة شيئا، وبعد عصر موته وصل لمكة أيضا القاضي زين الدين المحتسب الناظر بجدة لأجل ذلك.

وفي ليلة الأربعاء ثانيه وصل قاضي القضاة الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة لمكة أيضا، وكان يقال أن الأمير الباش طلبه من جدة لأجل أنه يوصي.

وفي يوم الجمعة خامس الشهر توجه القاضي زين الدين، والدويدار لجدة بعد أن توجها لعرفة لرؤية الماء في البركة فإنهم تركوا ناسا يملأونها من الآبار، وأطلقا الوالد.

ثم في يوم الثلاثاء تاسع الشهر جاء قاصد من الأمير حسين لولد الحليبي يطلبه وأنه يتجهز لمصر ويترك لعياله نفقتهم، وسمعنا أن زعيمه وصلت من ينبع وبها خاسكي أخبر حسين أن التجريدة البحرية وصلت للينبع وأنه أميرها، وأن التجريدة المصرية أرسلت لحلب لأجل الصوفي (٢) أراح الله المسلمين منه، وفيها خمسة مقدمين، والله أعلم بذلك كله (٣).


(١) وقد توفي الخواجا شمس الدين محمد الحليبي في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول لهذا العام ٩٢٠ هـ بالقاهرة، وقد مات قهرا مما وقع له من شدائد ومحنا في أواخر عمره، وصودر وأخذ ماله أكثرة من مرة، وكان من أعيان التجار وفي سعة من المال. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٧٣.
(٢) يقصد به إسماعيل شاه الصفوي.
(٣) وقد خرجت التجريدة من القاهرة في سابع رجب لهذا العام (٩٢٠ هـ) للصوفي، ومساعدة من السلطان الغوري لابن عثمان (سليم شاه) وكان في هذه التجريدة أربعة أمراء مقدمين -