للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء رابع الشهر اجتمع القضاة عند بيت الباش وهو بالبستان وسلم حسين لقاصد نائب جدة، وفي صبح ثانيه توجه به إلى جدة وهو في شقدف وهو في الحديد.

وسمعت في هذا اليوم أن تاجرا بجدة جاء أظنه من عدن ومعه عشرة نحو الألف دينارا ولما دخل جدة أهدى لنائبها وغيره شيئا بنحو ثلثمائة دينار عزره الأمير حسين لأجل شيل الحجارة، ويقال: التاجر يستاهل الذي يدخل جدة ونائبها حسين، وسمعنا بأن السلطان سمع بأنه يحمل الناس الحجارة فضحك وأعجبه، وهذه الحجارة أخرجت من قف في ناحية الشام فأمر الأمير حسين جميع الناس فعل ذلك في يومين في الجمعة من محل إخراج الحجارة إلى الطريق الصور في جهته، ويقال: أن ذلك مقدر.

وفي هذا الشهر أمر بجمع الناس لإدخال البحر مركبا أو جلبه منزوكه (١) فاجتمع الناس لذلك، ومن عادتهم يعملون أخشابا في البحر يمشي عليها المركب حتى يصل إلى محل الماء العميق، فإذا مشى على الخشب إلى أن يصل البحر العميق يرتفع الخشب الممدود فيعود من يكون قريبا منه فكان بالقرب منه جماعة منهم حسن الصابوني الحاكم بجدة كان فقتل جماعة، والتفت خشبه على فخذ الصابوني فقشطت بعض فخذه فحمل لبيته فوجع أياما، ومات في يوم الاثنين رابع عشري الشهر وحمل بمكة فوصل به إليها آخر ليلة الثلاثاء فجهز ببيته، وصلى عليه قبيل طلوع الشمس أو مع طلوعها عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري الشهر ولدت زبيدة بنت صاحبنا شهاب الدين أحمد ابن حسين العليف، أمها بنت القاضي الزين عبد الرحيم بن أحمد بن ظهيرة.


(١) منزوكة: من معجم اللهجات العامية المكية، أي: منزوية.