للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا الشهر عمل الخواجا محمد بن عباد الله الرومي المتقدم الذكر في المسجد أشياء منها أن قبة مقام الحنفي هدت وأعيدت بأخشاب جديدة، ونورت وبيضت وجعل لها هلال جديد، وغير أخشاب الشبابيك التي بزمزم، ورخم قبة الفراشين شد الشبابيك التي تلي باب الصفا وهي ثلاثة، والشباكين الذين يليانها أي الشبابيك التي من جهة الصفا من جهة الكعبة أو من جهة مؤخر المسجد وهدم على هذه الجهة التي من جهة مؤخر المسجد وبني بالآجر/والنوره عادته، وذلك للخلل الذي قالوه، وكشط الدهان الذي يعلو مقام الخليل والساباط (١) المتصل به وأعيد جديدا ثم جعلت القبة خضراء وأسفلها طرازا (٢) مذهب ودهن قبة المقام والساباط، وجعل في القبة ذهب كثير وكذا في أساطين المقام وخشبة المؤخر، وغير الأخشاب التي في الدرابزين الحديد وصار ذلك لائحا لمن يريد الزخرفة (٣).

[أهل شهر رجب الفرد ليلة الثلاثاء سنة خمس عشرة وتسعمائة]

وعمل فيه الخواجا محمد بن عباد الله مجرى بالوعة (٤) ماء زمزم حتى أخرج


(١) الساباط: سقيفة بين حائطين أو دارين تحتها طريق أو نحوه. انظر: محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٦٠.
(٢) يقصد بالطراز في العمارة المملوكية شريط من الكتابة على الحجر أو الرخام أو الخشب، سواء كانت الكتابة آيات قرآنية أم نص إنشاء، وغالبا ما يكون فوق الوزرة أو في وسط ارتفاع الحائط أو حول رقبة القبة من الداخل أو الخارج أو على جانبي المدخل الرئيسي للعمارة، وكانت الكتابة في الطراز تلمع بالذهب على أرضية مدهونة باللازورد المعدني. انظر: محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٧٦.
(٣) يبدو من قول المصنف أن الخواجا محمد بن عباد الله الرومي الذي سبق وأن أشار إليه كان رجلا بناء كثير العمارة في المسجد الحرام ولذا فنحن نتعجب من تحامل المؤلف عليه ويهمنا بالشك في أعماله لقوله. "والله أعلم بنيته" و "وصار ذلك لمن يريد الزخرفة".
(٤) بالوعة أو بلوعة: فتحة صغيرة بوسط الحوش أو الصحن أو الميضأة لصرف المياه، فتتسرب منها -