للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمل إلى خارج المسجد من باب حزورة.

وفي مغرب ليلة الخميس ثالث الشهر طاح شخص من بئر زمزم فمات وأخرج ونزح منها ماء على مذهب الحنفية أظن أني سمعت أنه ثلثمائة.

وفي آخر هذا اليوم سمعنا بقصاد وصلوا لجدة من مصر بعد أن توجهوا إلى المدينة وعادوا وهم رسل إلى [القاضي] (١) النوري علي بن خالص ومعهم أجوبة له، وسمعت أن فيها جواب اشكية له لبعض التجار، وأن [لا] (٢) أحدا يتكلم فيما لا يعنيه، وأن من مات وله ورثة غياب يكون ماله عند المودع الشافعي، ومن لا له وارث للشريف فما دونها وما فوق ذلك للخزانة الشريفة، وقالوا أن السلطان سمع أن شخصا مات بالمدينة يقال له زين العابدين وأن صاحب المدينة أخذ من تركته شيئا، وأنه أخذ أيضا من الصندوق الذي بالقبة من المسجد النبوي مالا فإن كان كذلك فيمسك من المدينة وهذا القول كذب ليس له أصل (٣).

وفي صبح يوم السبت خامس الشهر مات الشريف محمد الشافعي المصري ابن السيد بركات بن محمد بن بركات بجهة اليمن فوق وادي الآبار جهة البحر، فحمل في الحال إلى مكة ووصل به إلى مكة عصر يومه وجهز، وصلى عليه عند باب الكعبة القاضي المالكي ودفن بتربة أخيه علي وشيعه خلق كثير عوض الله والديه


= مياه الصرف إلى السرب تحت الأرض كما تستخدم أيضا لصرف مياه الأمطار. انظر: محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٢٣.
(١) وردت الكلمة في الأصل "القضاي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٣) ينبه المصنف إلى ثراء التجار وإلى النظم المعمول بها بإقتسام أموالهم الطائلة عند وفاتهم، ونفهم من النص اهتمام الدولة بالمواريث الحشرية، وهي نصيب شريف مكة وحزانة السلطنة من أموال من لا وارث له. انظر: القلقشندي: صبح الأعشى ٣/ ٤٦٠.