للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خيرا، وعمل له ربعة صباحا ومساء بمكة والمعلاة، وكان الختم يوم الثلاثاء ثامن الشهر (١).

وفي يوم الثلاثاء ثامن الشهر توجهت قافلة للمدينة الشريفة مقدمها الخواجا شمس الدين محمد بن عباد الله الرومي، وخرج حمله بالنهار وهو في ليلة الأربعاء تاليه وبقية الناس ثاني يوم، والله يكتب سلامتهم ويتقبل منهم.

وفي يوم الجمعة حادي عشر الشهر خرجت قافلة أخرى فيها جماعة كثيرون من أهل مكة، وشيخهم بن المسلي والقائد أحمد بن حسن.

وفي أول يوم الخميس وقت التخفيف سابع عشر الشهر ماتت أم الحسين بنت الشيخ صالح بن محمد بن أبي بكر المرشدي المكي، زوجة ابن عمها الشيخ أبي حامد بن عمر المرشدي وأم أولاده الذكور والإناث، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة ودفنت عند سلفها بالمعلاة.

وفي هذا الشهر تضارب بعض الأعجام مع بعضهم فاتهم شخص بأنه يسب سيدنا معاوية، وأنه كان مسلما ثم كفر لكونه قاتل عليا وأخذ الخلافة ومات وهو على ذلك (٢)، فوقع بعض أمره إلى قاضي القضاة المالكي نجم الدين بن يعقوب، وهو الشيخ


(١) وقد رثاه جماعة منهم: الشيخ أبو بكر الحضرمي المكي، والرئيس أبو بكر وكان سنه نحو سبع سنين، فإنه ولد بمكة سنة عشر وتسعمائة، وكان حملة بالقاهرة، لما كان والده بها. انظر هذه الأخبار في: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١٦.
(٢) لما وقعت الفتنة بين علي ومعاوية، وتطاولت الأحداث بمقتل علي وتولى الأمويين، كان أنصار الأمويين يسبون عليا عن جهل وحمق حتى أبطل تلك العادة عمر بن عبد العزيز، كما كان أنصار علي يقومون بسب معاوية وأصحابه إنتقاما لسب إمامهم، واستمرت هذه العادة بين الجهلاء وأصحاب المذاهب المتعصبة، والحقيقة أن صحابة رسول الله منزهون عن الحقد والأغراض الدنيوية، ويجب توقيرهم واحترامهم، فهم حملة الكتاب والسنة المطهرة، ومهد الدين -