للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أشلا الناس عند السلطان (١) بمصر، فأرسل مرسوما إلى المدينة الشريفة لأهل الحل والعقد (٢) بالتخيير.

ففي تاريخه، اجتمع الناس واختاروا حسن، وترك [لأخاه] (٣) مانع لبس الخلعة وأعده لملاقاة أمراء الحاج خشية على نفسه بقضيته السابقة.

وفيها أن أبا الفتح بن الريس، ولي قضاء الحنابلة بالمدينة، وعزل السكندراني.

أهلّ صفر الخير ليلة الاثنين ٩٠٧ هـ.

في ليلة الإثنين، ثاني عشري الشهر، وصل نائب جدة قايتباي إلى مكة، ومعه القاضيان زين الدين المحتسب ونور الدين القباني، وكان القباني وصل في هذا الشهر من مصر بحرا، ومعه مراسيم (٤) للسيد بركات، مؤرخة باثني ذي القعدة، وفيها أنه ناظر وصيرفي بدل زين الدين، فلم يصل لجدة إلا بعد سفر المراكب، فأصلح بينهما، وأعطي أربعة آلاف دينار، وبقي كل شيء على ما مضى.

ومات في هذا الشهر، شخص رومي متزوج ببنت جندي يسمى يوسف، وخلف الزوجة حاملا، وأشهد بذلك في وصيته، وكانت في رجب من السنة الخالية،


(١) السلطان: هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري الأشرفي. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢، ١٤.
(٢) يطلق على أهل الشوكة من العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يحصل بهم مقصود الولاية، وهو القدرة والتمكن، وهو مأخوذ من حل الأمور وعقدها. محمود عبد الرحمن: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية ١/ ٣٢٨.
(٣) وردت في الأصول "أخاه"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) وهذه المراسيم تدل على أن أمراء الحاج افتعلوا ما أرادوا، ولم يكن ذلك من السلطان. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١٠، ١١١.