للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكباكبة (١)، فدخل على قاضي القضاة في ذلك فرده، ثم جاء هذا وأخذه وهو لا يشعر فسمع فرده وجاء معتذرا للقاضي فلم يقبل عذره وأهانه بذلك.

أهلّ رجب ليلة السبت، ٩٠٠ هـ

في السبت المذكور، فتح شيخ الكعبة البيت، وذكر أن به أحجارا زالت من موضعها، وأرسل للقاضي الناظر يخبره بذلك، وأنه يتفضل بنفسه وبالمونة والصانع، فبادر لذلك وأرسل بالمونة والصانع وحضر هو بنفسه في أقربائه وأصلح ذلك/ بحضرتهم وهو حجر في الجدر الشامي وحجران أمامه، وفتح لهم باب السطح وطلع كثيرهم لأعلاها لرؤية ذلك لا لموجب (٢).

وفي يوم السبت المذكور، عزل المقدم أبو الخير بن محمد بن سالم بن شيشة، بسبب أنه ما أرضى دوادار الباش وولي المقدم علي ابن كحيل ولبس خلعة وركب فرسا ودار مكة والطبل، والزمر، والمغاني، والنقط، والمكاحل (٣) أمامه، ويقال: إنه غرم نحو المائتين دينار من ذلك مائة للباش ولإبن الباش وللدوادار وللخازندار كل


(١) جبل الكباكبة: هو جبل كبكب: اسم جبل خلف عرفات مشرف عليها، يسكنه الكباكبة بطن من هذيل. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٤/ ٤٣٤.
(٢) إن مسئولية الكعبة وما يقع بها تكون على حجبة الكعبة، وهم آل الشيي، لأنهم المسئولين عن فتح الكعبة، ولا يوجد المفتاح إلا معهم، لأن النبي هو الذي أو كل ذلك لهم، وإذا حدث خلل في الكعبة، يخبر الحاجب ناظر المسجد الحرام وهو القاضي الشافعي بذلك، ثم يقوم الحاجب بعد ذلك بإصلاحه تحت إشراف القاضي الناظر على المسجد الحرام.
(٣) المكاحل: المكحلة: لفظ متداول عند الأيوبيين والمماليك، يعبر عنه بلغة اليوم بالمدفع، وسمى بذلك لأنه كان يوضع فيه كحل البارود مع فتيل صغير ينفجر ويدفع بقذيفته نحو الهدف. والمكحلة بلغة الناس الدارجة وعاء يوضع فيه الكحل الخاص بالعين. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٤٠٥.