للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ جماد الآخر ليلة الإثنين ٨٩٦ هـ

وفي ليلة الإثنين المذكورة، ماتت الحرة بنت الشهاب أحمد بن المرحوم قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن ظهيرة، وصلى عليها عمها قاضي الشافعية بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة أو الحجر الأسود على عادتهم، ودفنت من يومها بالمعلاة عند أهلها بالتربة المستجدة.

وفي هذا اليوم سمع بوصول مركب ابن الزمن إلى بندر جدة.

وفي يوم الثلاثاء، ثاني الشهر، وقع بمكة هدة وحصل فيها بهذلة للخواجا الطاهر، وإهانة بالغة لعبيده، سببها أن له جملين [إستأجرهما] (١)، فأراد منهم ذلك، فما قدر وذهبوا بهما، فاستفزع صناديله (٢)، ففزعوا له وهم أكثر من عشرة، أما بأمر سيدهم أو بغيره، وقطعوا الطريق على جماعة القايد، فأدركوهم في أثناء الطريق، وخلصوا الجملين، وحصل لبعض جماعة القايد بعض ضرب من العبيد وأثخنوهم ضربا وجراحه، وانكسر رأس جماعة منهم، وأخذوا الجملين وبعض العبيد وأودعوه السجن، ثم مر القاضي الشافعي أبو السعود بن ظهيرة - أمتع الله المسلمين بحياته - لصلاة المغرب، فسمع بالقضية وسكنها برد الجملين وإخراج المسجون، وأنكر على عبيد الطاهر، وبعد صلاة المغرب واجهه علي بن الطاهر، وشكا إلى القاضي، وما أعلم ما كان وما يكون، ثم أنه أصلح وقته معهم.


(١) وردت في الأصل" استخارهما "وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) الصنديل: لعل الصحيح الصنديد، والصنديد: السيد الشجاع، والصناديد: الدواهي وجماعة العسكر. الفيروزآبادي: القاموس المحيط ص ٢٦٧. المنجد في اللغة والأعلام ص ٤٣٧.