للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ رجب الخير ليلة الثلاثاء ٨٩٩ هـ

في أوله، أو ثانيه، سمعنا بأن قاضي الحجاز عيسى (١) بن مكينة وعياله وجماعة توجهوا من مكة إلى الحجاز، فانفرد القاضي وأهله عنهم، فخرج عليهم عرب فنهبوهم أخلف الله عليهم.

وجاءت أيضا أوراق من ينبع بأن إبراهيم بن سالم الأزبكي قتل وبأن جلبته أخذت، وخرج تسعة من البحارة (٢) أن أمرهم بالتوجه للقصير فامتنعوا فرماهم بالنشاب إلى أن فني ما معه، ثم عادوا به إلى ينبع وكانوا قريبا منه، وهم ينتظرون به نائب جدة حتى يصل اليهم وكتاب الشريف.

وفي ليلة الجمعة، رابع الشهر، مات أبو بكر بن أحمد بن أحمد البوني، وصلي عليه بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند سلفه، وهو متوجع مدة، لكنه لم ينقطع عن البروز إلا نحو يومين، وخلف صبيان ضيعا (٣) وأربع بنات وزوجتين.

وفي ليلة الإثنين، سابع الشهر، وصلت قافلة المدينة إلى مكة المشرفة، ومعها قاضي المدينة الشافعي الصلاحي محمد بن صالح وعياله وصهر له وهو العفيف بن مسدد الكازروني.


(١) عيسى بن محمد بن عبد الله اليمنى الأصل الطائفي المولد والدار المليساوى المالكي قاضى الطائف ويعرف بابن مكينة. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ١٥٦.
(٢) البحارة: هم الملاحون الذين اعتادوا ركوب البحر، ويطلق كذلك على الصيادين للأسماك. محمد فريد وجدى: دائرة معارف القرن العشرين ٢/ ٤٦.
(٣) ضيّع: أي أطفالا فقراء لا يملكون شيئا. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٥٤٧.