للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس سلخ الشهر وصل لمكة من الوادي قاضي القضاة الشافعي ومعه أخوه تاج الدين وعمهما همام الدين.

[أهل رجب ليلة الجمعة سنة ٩١٩ هـ]

وذكر عن بعضهم أنهم رأوه ليلة الخميس، في ظهر يوم الأحد ثالث الشهر صلى إسماعيل (١) ابن الإمام أبي السعادات بن الإمام محب الدين الطبري في المقام بالناس صلاة الظهر، وما أعلم هل شاوروا الناظر والباش في ذلك أو أحدهما، وسمعنا قبل الشهر أن الملك محمد أراد السفر من جدة لعدن فعوق في جدة بعد أن أكترى وأظنه شحن حوائجه وما أعلم هل ذلك من جهة صاحب مكة وأهل مصر، وكذلك عوق بجدة الخواجا شمس الدين الذهبي فإنه نزل بجدة يريد اليمن، ويقال: إنما نزلها لأن السيد بركات أرسل له ما يجلس بمكة، ثم سمعنا بمكة أنه توجه الذهبي إلى السيد الشريف بالوادي أول الشهر، والله أعلم بما يكون.

وكذا عوق بجدة محمد ابن الكمالي، فإنه أراد السفر إلى اليمن وتوجه مع الذهبي إلى الشريف فجلسا فيما سمعت عن ابن الكمالي ثلاثة أيام، ولم يحصل لهم إذن


= سليمان الأشقر: عالم السحر والشعوذة، ص ١٠٥. ويظهر من سياق الحادثة أن هذا الرجل اليمني كان مختل العقل يدل على هذا قوله: "والذي جرى لمكة من الفتن فكله مني" وقد أشار إلى ذلك المصنف حيث اعتبره رجلا مختلا.
(١) هو: إسماعيل ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي (أبي الفداء) إمام الشافعية لمقام الخليل بمكة، كان توجه إلى صنعاء اليمن لمواجهة إمام الزيدية بها سلطانها فخر الدين بن شرف الدين بن يحي الحسني فواجهه فيها مرة واحدة وأهدى له هدية فاخرة مع قصيدة مدحه بها ونزل من عنده وانقطع بمنزله نحو جمعة، ومات في ثامن عشر رجب سنة ٩٤٣ هـ - يقال مسموما - وخلف بمكة زوجة وذكرا وثلاث بنات صغار. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٣٧١ - ٣٧٢.