للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشريف للقاضي هنا شخص يماني يقرئ الأولاد ويتكلم بكلام ما نعرفه ومقصودنا يحضر ونسمع كلامه فأرسل له فحضر، فقال له الشريف نسمع عنك كلاما ما هو قال إن أعطيتني الأمان قلته، قال له لك الأمان، فقال له ما بقى لك من مدة السلطنة إلا إلى نصف شعبان، وأيضا إمرأتك خاتون أعطتنى عشرين أشرفيا، وقالت لي أفرق بين بركات وأم الكامل فقلت لا إلا [أن] (١) أكتب لك محبة وقبول ولها شنوه (٢) أيضا، وأرسلت لي بنت عنقا زوجة راجح أننى أجعل السلطنة في زوجها فأعطتني شيئا وما رضيت إلا حتى أوصلتني عشرين دينارا، وأن الذي كان يفعله بن الأحمر إنما هو مني، والذي جرى لمكة من الفتن فكله مني، فقال الشريف يا مولانا ادعي على هذا بهذا الذي قال، وادعي عليه فتبسم القاضي، وقال له ما هو إلا من حدايش يلزمه [فسكت] (٣) القاضي، فقال الشريف لعبيده اجعلوا ثوبا في حلقه واخنقوه ففعلوا وقال هاتوه إلي فضربه بيده أربع [أو] (٤) خمس ضربات حتى طاع لوجهه، وقال هاتم/ النجار بخشبه له فخشب عليه، وقال هاتم زنجيرا فجيء له به فوضع في رقبته وأمر به لجدة، والله أعلم بما يكون فيه، وما أظن عقل هذا إلا مختلا، وإلا من له أدنى عقل لا يقول هذا وبركات الآن خير الموجودين وأيام الناس في أمان وكذلك الطرقات، والله يثبته ويقدر له وللمسلمين ما فيه الخير (٥).


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هكذا وردت الكلمة في الأصول.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فسلت" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٥) يشير المصنف إلى مرض اجتماعي كان شائعا آنذاك - في كل الطبقات - وهي انتشار الدجل والشعوذة والاعتقاد في الأعمال والأسحار للتفريق بين الزوجين وقضاء المصالح. انظر: الطيار: بلاد الحرمين الشريفين والموقف الصارم من السحر والسحرة، ص ٥١ - ٥٥. عمر بن سليمان -