للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسهولة شرحه للأحداث ونقدها وتحليلها حتى أصبح القارئ كأنما يعيش مع الأحداث في عصره. وأمانته في تدوين الحدث بلغت درجة عالية حيث أنه يروي الحدث كما بلغه (إن لم يكن حاضرا) ممن حضره ويشير في النهاية إلى أن ذلك بلغه ولم يكن هو حاضرا).

[٤ - المشافهة (الروايات الشفهية)]

تقريبا هي ثاني المصادر الرئيسية التي اعتمد عليه العز ابن فهد وهو الرجل المكي ذو المكانة العالية في مجتمعه، فقد أورد الكثير من الكلمات الدالة على ما سمع باعتبار المشافهة من أعلى أقسام طرف التحمل عند أهل الحديث، وإن لم يورد سندا لبعضها، مثل: (قال، على ما قيل، قال له، فقال لهم، لم يسمع ما فيه، سمعنا، وصل خبر، لم نسمع، بلغنا فيما ذكر … ) وغيرها كثير.

* تقويمه:

أن الكتاب ذو فائدة عظيمة لخلوه من التزلف أو التقرب أو أي غرض ذا مردود (١) حيث عاش المؤلف بمكة وهو أحد علمائها فلم يتولى منصبا سياسيا أو غيره سوى أنه تولى منصب خازن الكتب. وكان الأصل في وضعه (أي الكتاب) لغاية معينة وهي التي ذكرها العز ابن فهد في مقدمة الكتاب فقال بعد ذكره لفائدة علم التاريخ وشغفه به: (أحببت سلوك هذه المسالك. وأن أقتدي بوالدي وما ألّفه قبلي من حوادث بلدنا مكة المشرفة ومآثرها لإحياء معالمها وإيضاح مجاهلها).

لذلك جاء الكتاب خاليا من الزيادات المملة أو الاختصارات المخلة، معتمدا


(١) لقد أورد العز ابن فهد في كتابه غاية المرام السبب في وضعه للكتاب فقال: (وخدمت بهذا التأليف خزانة من ألف برسمه. وشرف مدره باشتماله على اسمه وهو السيد الشريف … أبو زهير بركات). العز ابن فهد: غاية المرام ١/ ٤.