للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب الحجاز فخلع عليه ودخلا مكة جميعا. ومع الحاج ركب للمغاربة (١) فيهم الحرة زوجة صاحب المغرب (٢)، وكان معهم صدقة ألف مثقال أو أكثر، فرقوها بأنفسهم بمرسوم معهم، فإنه أوحي إليهم أن قاضي مكة الشافعي يأخذها ولا يفرق شيئا. والطواشي مثقال السقا منفي غضب عليه السلطان يقال لعمله الزغل (٣) والله أعلم بذلك.

أهل [ذو] (٤) الحجة ليلة الاثنين سنة ٨٨٩.

في غرته اجتمع السيد الشريف وولده وقاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة وولده وبعض القضاة والتجار عند أمير الحاج أزدمر وقرئت المراسيم. وفي مرسوم القاضي الشافعي توليته للقضاء بجدة عن أخيه القاضي فخر الدين أبي بكر بن ظهيرة (٥).


(١) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ٩٥١ وفيه "وقدم للحج المغاربة والتكارره وفيها من له عناية بالعلم، بحيث أخذ عني (أي السخاوي) غير واحدة". ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٢١١. وفيه "وكان شيخ الركب المغربي الشيخ عبد اللطيف وكان قدم من تونس يروم الحج، وكان بالركب نحو ألف وخمسمائة شخص يقصدون الحج في هذه السنة".
(٢) الجزيري، الدرر الفرائد ١/ ٧٦٠.
(٣) الزغل: الغش. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٤٢٠. والمراد هنا هو ضرب الدراهم المغشوشة بالآت ضرب الزغل كالسكة والأصبع لتصبح دراهم زغل. ابن تغري بردي: حوادث الدهور ص ٢٦٣، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٢١١ وفيه "بلغ السلطان عنه (أي متقال) أنه يضرب دراهم مغشوشة فقبض عليه وعلى شخص من مماليك الأتابكى أزبك يقال له تمر بغا فوجدوا في بيته (أي مثقال) آلة الضرب التي يصنعون بها الدراهم الزغل فرام السلطان قطع أيديهما فشفع فيهما من القطع، فنفى مثقال الساقي وسجن تمربغا حتى مات بالسجن".
(٤) وردت في الأصول "ذي" والتعديل هو الصواب.
(٥) ولم يذكر المؤلف مضمون بقية المراسيم المقروءة عند أمير الحاج.