للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الكفار نحو خمسمائة وكان المركب الذي أخذوه ابن ملكهم وابن أخيه وأنه غرق نفسه أو قتل نفسه، وأن الكفار قتلوا من المسلمين نحو ثلثمائة وأخذوا منهم ثلاثة أغربة، وأن الملك إياس وجماعته لم يقاتلوا لأن مراكبهم صغار، وبعد أن هرب الكفار عاد الأمير حسين والملك إياس إلى بلده على نية حمل مراكب كبار والعود إليهم فالله يبلغهم مقاصدهم ونجح مقاصدهم وينصرهم على أعدائهم بجاه سيدنا محمد.

وفي ليلة الأحد سابع عشري الشهر ماتت الشهيرة بابنة الزغلي، زوجة الزيني زايد بن محمد الفلهاتي أحد الشهود بباب السلام وأم أولاده، والبرهاني إبراهيم بن عطية الله السمرقندي، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة قاضي القضاة النوري ابن الضياء الحنفي وشيعها جماعة إلى المعلاة [ودفنت] (١) بجانب زوجها زايد الشاهد.

[أهل جمادى الآخرة ليلة الأربعاء سنة أربع عشر وتسعمائة]

بعد أن ثبت عند القاضي الشافعي رؤيته بجدة وغيرها فإنه كان بمكة غيم ومطر. وطهّر في أوائله الولد سعد الدين بن القاضي خير الدين بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة، بعد أن لعبوا أياما وليالي بالنقارة والمطربين ودار الولدان في الليل كالعادة، وعمل ستارة أمام البيت كالعادة كان بها السماط، فزف ليلة الحناء من باب إبراهيم، وفي صباحية الحناء من الصفا وهو راكب فرسا ومعه أربعة كذلك وخشوا معه وفيها المغاني والمشاعل والمفرعات وشمع الحرم وقليل شمع لهم، ولم يحضر بها إلا جماعتهم لا غير وكان الختان يوم الخميس تاسع الشهر، وعمل في هذا اليوم سماط


= وطلب الأمير حسين أيضا مساعدات وقوات أخرى حتى يتمكن من هزيمة ما بقي من الأفرنج. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٠٩، ١٢٩، ١٤٢.
(١) وردت الكلمة في الأصل "وفنت" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.