للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ جماد الأول ليلة الأربعاء ٩٠٨ هـ

في يوم الإثنين، سادس الشهر، طلب السيد الشريف جازان بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، القاضي [أبا] (١) القاسم الحنفي، والقاضي شرف الدين الرافعي والشيخ خير الدين بن أبي السعود بن ظهيرة، والنوري علي بن أبي بكر المرشدي، وشافههم بأنكم كتبتم في المحضر وكفرتموني وقلتم: ﴿إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ ٢ .. ﴾. الآية، وأنا أطلب القاضي المالكي، وإثبتوا على ما ذكرتم، فأنكروا أن هذا لم يكن وجرى بينهم بعض كلام، وقام عنهم، وتركوا بدهليز بيت ابن كرسون.

واستمروا إلى عصر يوم الأربعاء، فخرجوا إلا ابن المرشدي علي، ومال الرافعي ذكر بخمسة، ثم بثلاثة الاف، والحنفي وخير الدين بثلاثمائة، ويقال إن المرشدي جعل عليه ألف، وأراد الخروج، فعوق على الزيادة، وجعل على الرافعي ترسيم، ثم بعد أيام خرج المرشدي على خمسمائة وترسيم، وغرم يقاربها.

ثم في ليلة السبت، حادي عشر الشهر، اختفى الرافعي، وجميع أهل بيته، فلما أصبح المرسمون فلم يجدوهم، ولا شيئا في البيت، والله يلطف بالمسلمين، ويقدر لهم ما فيه الخير.


(١) وردت في الأصل "البا"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) ﴿"إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ "﴾ سورة المائدة الآية ٣٣.