ومسك الأمير الباش أينال الفقيه العبد المسمى بمخاود العافية عبد يوسف الجندي أحد الخمسين المقيمين بمكة من سنين المعاملين بها وأودع الحديد ولعله ضرب، فسمع أستاذه وصهره فجاء الظهر إلى الباش وأغلظ للباش في وجهه، وقال: بيننا وبينك الشرع، وذهب عنه وبلغ الأمير عنه كلاما أيضا.
أهلّ صفر الخير ليلة الجمعة ٩٠٠ هـ
في أول يوم منه، أرسل الباش المذكور لصهر يوسف المذكور مماليكه بعد الجمعة فلم يجدوه، فكبسوا بيته فلم يجدوه فعادوا ثم عادوا له فوجدوه فأشبعوه ضربا مؤلما على رأسه وأكتافه وغير ذلك، إلى أن ذكروا أنه صار يضرط (١)، من قوة الألم، وجاوءا به إلى أستاذهم فوضع في الأرض عند باب السلام وضرب نحو الخمسين على رجليه ثم أودع الحديد/وأراد الأمير ضرب يوسف أيضا، فصار يبكي ويقبل رجل الأمير والترك الحاضرون من المقيمين يشفعون له إلى أن تركه وأطلقهما من ساعته.
وفي يوم الإثنين، رابع الشهر، جيء إلى الباش بالأعمى، فمر ومعه الزيلعي ذكر أنه أراد الفاحشة به وهو نائم أو فعل به، بل قالوا: أنهم رأوهما نازلان من جهة المعلاة، فترلوا على الزيلعي إلى أن أقر والله أعلم، وهذا شهود عن هذا الأعمى،
(١) يضرط: الضراط: الريح الخارجة من الإست مع صوت. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٥٣٨.