للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد، خامس عشري الشهر، مات الشيخ نور الدين علي (١) بن أحمد بن علي المقريء الشوايطي المكي، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة على أخيه عند تربة بنت ابن جوشن، [بعد] (٢) أن راموا دفنه على أبيه وهو على الزيلعي فتوقف خدمة الشيخ في ذلك.

ومات بعض التجار آخر الشهر، ودفن بالمعلاة، وسمعت أن ماله مائتين أو ثلاثمائة دينار، وأن معه نحو الألفين أو الثلاثة وديعة (٣) لبعض التجار الغائبين [ليبيع] (٤) فيها ويشتري، وأن القاضي والدولة ختموا على بيته لأجل مال الغائب (٥)، والقاضي لأجل ماله، فإنهم ذكروا أن له أخا والله أعلم.


(١) علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن بكر بن سالم نور الدين ابن الشهاب أبي العباس الكلاعي الحميري اليماني المكي مولدا الشافعي، ويعرف بإبن الشوايطي المقرئ ولد في سابع جمادى الأولى سنة ٨٢٠ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ١٧٤.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) الوديعة: هي أمانة تركت عند الغير للحفظ قصدا واحترز بالقيد الأخير من الأمانة، وهي ما وقع في يده من غير قصد كالقاء الريح ثوبا في حجر غيره، وكالعبد الآبق في يد آخذه، واللقطة في يد واجدها، وغير ذلك، والفرق بينهما بالعموم، والخصوص، فالوديعة خاصة، والأمانة عامة، وحمل العام على الخاص صحيح دون عكسه، ويبرأ في الوديعة عن الضمان إذا عاد إلى الوفاق، ولا يبرأ في الأمانة. الشريف على الجرجاني: التعريفات، ص ٢٥١. شرف الدين أبي النجا الحجاوي: الروض المربع ٢/ ٢٥٧.
(٤) وردت في الأصل "ينبع" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٥) إن موت المستودع مبطل لعقد الوديعة، لأن مالكها لم يأتمن وارثه عليها، فإن كان مالكها حاضرا وجب على الوارث ردها عليه، فإن لم يفعل ضمن، وإن كان مالكها غائبا لزم الوارث إعلام الحاكم بها حتى يأمره فيها بما يراه حظا لمالكها، من إحرازها في يد الوارث، ويحجر كذلك على المال في حالة جنون أو موت أو سفه المستودع. الماوردي: الحاوي الكبير ٨/ ٣٧٩ - ٣٨٠.