للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعض الترك ومنهم قانم أخو أمير كبير قيت ودويداره يونس وكأنهم اتفقوا على كتابة محضر لنائب جدة وسمعت أن الباش تكلم كثيرا وقال لا يمكن إرساله وإن أرسل أحدا قطعناه ويريد يرسل له واحد من الترك [لخشداشيه] (١)، والله يسهل الأمور ويصلح أحوال المسلمين على أجمل الأحوال ولعله أرسل وجاء الخبر بالإعفاء، ثم في ثاني تاريخه أو آخره وصل بعض التجار.

وفي ليلة الجمعة ونهارها تكامل التجار الذين ذهبوا إلى جدة ووصل ضحوة يوم الجمعة الخواجا شمس الدين محمد القاري ووصل معه علي بن شلاله، والشهاب الهنيدي، وشمس الدين العاقل ودخل مكة محرما ثم المسجد الحرام من باب العمرة ولاقاه الباش إلى سبيل شميلة ظنا والقضاة والفقهاء من باب العمرة وسر الناس بذلك واجتمع في المسجد النساء والعوام وغطرفوا (٢) لذلك ثم وصله القضاة والفقهاء لباب الصفا وفارقوه وتوجهوا للمروة من باب السلام وجلسوا بها إلى أن فرغ يسعى وهو راكب فتوجهوا معه أيضا وهو ماش إلى بيته وكان الدعا له في الطرقات من العوام وسألوه في إصلاح عين عرفة لمكة فأجابهم لذلك وأصرف بعد ذلك على الفعلة عشرين يوما وأظنه على عشرين [فاعلا] (٣) والله يجريها [بلطفه وكرمه] (٤).

[أهل ذو القعدة كاملا ليلة الجمعة سنة إحدى عشر وتسعمائة]

وفي يوم السبت ثاني الشهر ماتت لطيفة أخت الخواجا شمس الدين محمد بن عثمان الحموي الزمني، ووالدة الفقيه محمد البنجالي المؤدب بالمسجد الحرام


(١) الخشداشيه بمعنى الزملاء.
(٢) غطرفوا: يقصد (زغردت) النساء والمقصود بها إظهار الفرحة بإطلاق أصوات ذات نغمة خاصة.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فافلا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت العبارة في الأصل "بلطفه بكرمه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.