للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلى عليهما بعد العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة وشيعهما القضاة والفقهاء والتجار.

وفي يوم الأثنين رابع الشهر مات الشيخ الفقيه جمال الدين يوسف بن الحديني المصري مؤدب الأطفال بالمسجد الحرام عند باب الجنائز (١)، وصلى عليه القاضي الشافعي بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بتربة الشيخ أبي [لكوط] بشعب النور وشيعه جماعة وأوصى بمبلغ له عند جماعة يشتري به نخل بوادي الهدة (٢) وكأنه يوقف على فقراء الماشي ولم يتم أخذ ولده المبلغ.

[و] (٣) في صبيحة يوم الخميس سابع الشهر وصل إلى مكة دويدار نائب جدة والبرددار الذي كان بمكة وصار بردداره وينسب إليه جميع المرافعات وجماعة من أعوانهم من الترك والعبيد نحو خمسة عشر واجتمعوا بالباش فاغلظ عليهم وقال أنا أنصحكم ولو تشوشتم مني فإن السلطان ما أمر إلا بالعدل وهذا الفعل ينافي مقصود السلطان وقالوا ما جئنا إلا لرضاك وطيب خاطرك، فإنه كان بجدة بعض المماليك فقال لهم نائب جدة قولوا للباش أنت تحمي عزم السلطان والله احمله للسلطان وأظهر لهم


(١) باب الجنائز: عرف هذا الباب الذي يقع إلى الجنوب من باب رباط السدرة (باب مدرسة قايتباي) بعدة أسماء في العصر المملوكي كان أكثرها شهرة واستمرارية باب النبي ، وقد سمي أيضا بباب الجنائز لأن الجنائز كان يدخل بها منه للصلاة عليها ثم يخرج بها منه أيضا، بالإضافة إلى ذلك أطلقت عليه عدة أسماء منها باب الحريريين، لأن الحرير كان يباع خارجه، وأيضا باب القفص لأن الصياغ كانوا يضعون الحلي في أقفاص للبيع بقرب هذا الباب، كذلك عرف بباب النساء لدخول النساء إلى المسجد الحرام منه. وقد عمره الأشرف برسباي - أحد سلاطين مصر المماليك - انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٨٧. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٤٣٠. باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ١١٧. إبراهيم باشا: مرآة الحرمين، ص ٢٣٠.
(٢) يقصد هدة بني جابر.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه لسياق المعنى.