للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في يوم الخميس قبله، وإن في تاريخه عرضته بجدة، وفي بعض الأوراق أن المشد والناظر وأن فتاه صيرفي وأن عليا القباني محتسب وكاتب بالسنابيق.

وفي هذا اليوم، ضرب الأمير الأتابك كان أزبك ولده يحي ضربا كثيرا بيده وبيد غيره بسبب تغيبه عنه وإشاعة أشياء عنه غير لائقة به وقالوا قصده الإيقاع بمن يلم عليه من الضعفاء دون الأقوياء، ثم لم يحدث شيئا.

أهلّ شهر شوال ليلة الإثنين ٩٠١ هـ

في ليلة الخميس، رابع الشهر، وصل صاحب مكة السيد الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان وأولاده وبعض جماعته ونائب جدة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن السعدي إبراهيم، وطاف وسعى وخرج إلى الزاهر.

وفي صبيحتها، خرج للقائه السيد الشريف وولده، والباش أينال الفقيه والمحتسب سنقر الجمالي، وخلع عليهم أربعتهم ودخلوا مكة جميعا ثم المسجد الحرام وجلسوا بالحطيم تحت زمزم، ووافاهم قاضي الشافعية الجمالي أبو السعود بن ظهيرة والشريف إسحاق صهر قاوان وقريء مرسومان للشريف وللقاضي الشافعي، ولم يذكر لهما تاريخ (١)، وفيهما التوصية على نائب جدة، وأن أمر الوظائف بجدة من نيابة ونظر وحسبة وصيرفية معقودة به (٢)، وأن من خالف عليه يراجعنا في ذلك وخلع على الأخرين.


(١) أن العادة المتبعة في تولية الأشراف الحسنيين لمكة، أن يقرأ المرسوم الصادر بذلك في الحطيم في المسجد الحرام، بحضور القضاة والأعيان، وكبار رجال الدولة، وكذلك كان قرار تعيين القضاة يصدر مباشرة من السلطان المملوكي بمصر، ولا يستطيع القاضي المعين القيام بمهام وظيفته إلا بعد قراءة مرسوم تعيينه في المسجد الحرام.
(٢) أن أمر الوظائف في جدة كان تابعا لشريف مكة، وهذا ما ذكره الرحالة ابن جبير في الرحلة، -