للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم، مات منصور بن على المشرفي، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وخلف ذكرا وبنتا ومالية يقال إنها كبيرة، وأوصى إلى محمد بن إبراهيم بن علي العطار وتعلق عليها نائب جدة الكريمي المذكور وأطلقهما بعد الترسيم، ويقال: إنه أخذ هو والباش منها مائة وعشرين دينارا.

ووصل الخبر من جدة بوفاة الخواجا بدر بن قاسم بن حصن الشامي، ثم وصل به إلى المعلاة ودفن بها.

وفي ثاني تاريخه، أحضر علي بن عبد العزيز الزمزمي أحد شيوخ قبة السقاية بالمسجد الحرام مرسوما جاء من الخليفة (١) إلى ناظر المسجد الحرام قاضي الشافعية الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، وفيه الإستقلال له ولجماعته بجميع السقاية دون أولاد الشيخين أبي الفتح ونابت بن إسماعيل الزمزمي، فأحضرهم الناظر وأمرهم برفع أيديهم واستقلال الأولين.


= ص ٥٧، ثم تغير الوضع بعد ذلك منذ عام ٨٢٨ هـ، واصبح نظر جدة وظيفة سلطانية يخلع السلطان على متوليها بنفسه وهذا ما أورده النجم عمر بن فهد في إتحاف الورى بأخبار أم القرى المجلد الثالث، ص ٦٢٠.
وهنا نجد أن سلطان مصر جعل أمر الوظائف في جدة لشريف مكة السيد محمد بن بركات ولا يراجع السلطان المملوكي في مصر إلا إذا خولف في ذلك، وهذا هو الأفضل حتى تكون لشريف مكة سلطة قوية عسكرية ومالية يستطيع من خلالها حفظ الأمن وإقامة العدل ورعاية شئون الحجاج الوافدين لهذا البلد الحرام.
(١) الخليفة: هو عبد العزيز المتوكل على الله بن يعقوب بن المتوكل على الله أبو العز، بويع بالخلافة بعد عمه المستنجد بعهد منه في مرض موته سنة ٨٨٤ هـ، ومات في سنة ٩٠٣ هـ. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣١٥. الطبري: نشاءة السلافة بمنشاءة الخلافة ورقة ١٤٤ أ. الموصلي: در المكنون ورقة ٢٥٥ ب.