للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ المحرم الحرام، مفتتح سنة إثنتين وتسعمائة ليلة الجمعة،

أهله الله علينا باليمن والبركة والسلامة.

وفي يوم الثلاثاء، خامس الشهر، وصلت ورقة من الشريف أيضا وفيها، أن القصاد وصلوا إليه ومعهم مرسوم له، وأرسل له بالمرسوم أيضا، وفيه الإخبار بولاية سيدي محمد (١) بن السلطان ولقب بالناصر وكني بأبي السعادات، ثم بموت أبيه ثم بالبيعة له كأنه ثانيا (٢)، وأنه لا يمكّن أمير كبير كان أزبك من المجيء إلا بمرسوم (٣).

ثم في آخر النهار، وصل القصاد ومعهم أوراق، وبدءوا بأزبك ثم توجهوا للقاضي بطلب منه، وخلع عليهم ثاني يوم من جهة الشريف أثواب صوف، وحصل لهم منه ومن غيره غير ذلك، والذي استفدناه من الأخبار مفرقا، أن مماليك السلطان وقفوا له غير مرة، وسألوه في عود المختفين والمنفيين فأجابهم،


(١) محمد (الملك الناصر) ابن قايتباي المحمودي الظاهري، أبو السعادات، ناصر الدين من ملوك الجراكسة في مصر والشام والحجاز، بويع بمصر وأبوه على فراش الموت سنة ٩٠١ هـ، وقام كرتباي الأحمر بتدبير مملكته لصغر سنه، ثم استبدل به الأتابكي أزبك بن ططخ فاستمر إلى سنة ٩٠٤ هـ، توفي في الطالبية من ضواحي القاهرة، وكان مولده سنة ٨٨٧ هـ. العصامي: سمط النجوم العوالى ٢/ ٤٨ - ٤٩. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٣٢، ٣٣٣، ٤٠٣ الزركلى: الاعلام ٧/ ٩.
(٢) بويع البيعة الأولى بالسلطنة يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ٩٠١ هـ، قبل وفاة أبيه. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٣٣. عبد الباسط بن خليل الملطي: نزهة الأساطين فيمن ولي مصر من السلاطين، ص ١٤٧ - ١٤٩.
(٣) المراد من العبارة أنه لا يمكن الأمير أزبك الذي كان أميرا كبيرا من الحضور إلى مصر من مكة إلا بمرسوم.